اللاذقية عطشى رغم غناها بالينابيع والآبار
اللاذقية – نورث برس
يصطف جمال الأحمد، في طابور طويل يحمل بيده “بيدونات” بلاستيكية للحصول على مياه شرب لمنزله من حديقة سبيل العامة، بسبب غياب المياه عن منزله في مدينة الدعتور بريف اللاذقية لأكثر من أربعة أيام.
وفي حالة من الاستياء يتساءل الرجل الأربعينيّ، “هل من المعقول أن تكون مدينة غنية بالينابيع وسكانها عطشى؟”.
وشهدت محافظة اللاذقية، في الساحل السوري، مؤخراً، تفاقماً غير مسبوق في أزمة المياه.
وبدأت أزمة المياه في المحافظة منذ نيسان/ أبريل الماضي، رغم غنى اللاذقية بالينابيع المائية.
وأثارت الأزمة، ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي، تجاه مسؤولي المحافظة، لعدم قدرتهم على حل المشكلة رغم الوعود التي أطلقوها مراراً بتحسين الوضع الخدمي في المحافظة.
ورغم إقالة مدير مؤسسة المياه في المحافظة من منصبه، وتخصيص مبالغ كبيرة لإصلاح شبكات الكهرباء التي تعتمد عليها الآبار لضخ المياه إلا أن واقع الأزمة لا زال متواصلاً.
ويقول عمار مخلوف، من سكان مدينة الدعتور بريف اللاذقية، إنَّهُ وسكان الحي يلجؤون إلى تعبئة المياه عن طريق الشراء من الصهاريج منذ أكثر من شهرين، رغم أن سدود وينابيع مدينة اللاذقية قد فاضت هذا العام نتيجة ارتفاع معدل هطول الأمطار.
وعجز جاد الحسين، عن تعبئة خزان منزله المكون من خمسة براميل بالمياه، بسبب غياب الكهرباء أثناء فترة وصول المياه.
وقالت فاتن هلال الموظفة الحكومية من مدينة الدعتور بريف اللاذقية، “هناك أحياء لا تعاني من انقطاع المياه، وساعات التقنين لديهم أقل وهناك تمييز بين الأحياء من قبل المسؤولين”.
وأضافت: “صهريج المياه يصل سعره إلى ما فوق الـ٥٠ ألف ليرة في ريف اللاذقية في ظل أزمة مياه خانقة تعاني منها المحافظة”.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 15 مليون شخص في مختلف أرجاء البلاد بحاجة إلى المساعدة للحصول على المياه، حيث تنفق الأسر ما يصل إلى 25% من دخلها لتلبية احتياجاتها اليومية من المياه.