إدلب – نورث برس
كثفت هيئة تحرير الشام، (جبهة النصرة سابقاً)، في شمال غربي سوريا، خلال الآونة الأخيرة، من تدريبات عناصرها، وتخريج العديد من الدورات العسكرية والشرعية لكامل الألوية التابعة لها.
ويأتي ذلك في وقتٍ تتحدث فيه مصادر عسكرية عن نية تحرير الشام مع فصائل المعارضة السورية المتواجدة في إدلب، التجهيز لعملية عسكرية جديدة ضد قوات الحكومة السورية في ريفي إدلب وحلب.
وتسيطر الهيئة على أجزاء واسعة من إدلب وأجزاء أخرى من أرياف حماة وحلب واللاذقية شمال غربي سوريا.
وخاضت الهيئة آخر معاركها ضد القوات الحكومية وروسيا خلال العملية العسكرية التي شنتها الأخيرة على أرياف حماة وحلب وإدلب، والتي بدأت في نيسان/ أبريل من العام 2019 وانتهت في شباط/ فبراير من العام 2020، وتعمل تحرير الشام منذ ذلك الوقت على رفع كفاءة عناصرها بعد إعادة ترتيب صفوفها.
دورات مكثفة
وأمس الثلاثاء، نشرت مؤسسة أمجاد التابعة لهيئة تحرير الشام، تسجيلاً مصوراً، قالت إنه جانب من تجهيز “القوّات الخاصّة” في “لواء سعد” التابع للهيئة، للخروج نحو خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية، دون تحديد الوجهة.
ولوح “الجولاني” خلال اجتماعه مع وجهاء مدينة إدلب، في ثالث أيام عيد الأضحى الشهر الماضي، بشن عملية عسكرية جديدة ضد القوات الحكومية، وسط تجهيزات عسكرية تقوم بها الهيئة وفصائل أخرى للمعارضة الموالية لتركيا.
ومنذ مطلع العام الجاري، خرجت تحرير الشام، أكثر من 35 دورة عسكرية منها كانت خاصة بعناصرها القدامى، وأخرى كانت للعناصر المنتسبين لها حديثاً.
وازدادت وتيرة تلك الدورات بشكلٍ كبير خلال الشهرين الماضيين، إذ خرجت الهيئة أكثر من 12 دورة عسكرية، كان آخرها تخريج دورة “رماة RPG” لأحد الألوية التابعة لها مطلع الشهر الجاري.
وسبقها بأيام تخريج دورة “قوات خاصة” مع معسكرات الجناح العسكري التابع للهيئة، بحسب تقارير صحفية.
وقالت مصادر عسكرية مقربة من تحرير الشام، إن الهيئة، “تعتمد اليوم ثلاث ألوية عسكرية تشكل رأس حربتها، وهي (لواء سعد)، ولواء (عمر بن الخطاب)، ولواء (عبد الرحمن بن عوف)، حيث يخضع عناصر تلك الألوية لتدريبات عسكرية مستمرة ومختلفة.
ويتواجد في كل لواء من تلك الألوية مجموعة من القوات الخاصة، والتي كانت تسمى سابقاً مجموعات “الانغماس”، وتلك المجموعات تخضع لدورات تدريبية قاسية للغاية، لا سيما وأن عملها غالباً ما يكون خلف الخطوط، بحسب المصادر.
“إعادة هيكلة قواتها “
وأضافت المصادر، أنه “وبعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها الهيئة، خلال العمليات العسكرية المتتالية، قامت بإعادة هيكلة كاملة لقواتها”.
وتمثلت إعادة الهيكلية، بـ”إلغاء جميع التشكيلات الداخلية القديمة مثل كتائب، (العصائب الحمراء) التي كانت تشكل القوة الهجومية الأقوى لدى الهيئة، من خلال جمع كامل قواتها في 12 لواء عسكري منظم”، وفقاً للمصادر.
وكان الهدف من إعادة هيكلة قوات اللواء المذكور آنفاً، بحسب بيان للهيئة حينها، ” تمكين قادة الجيوش والألوية المقاتلة القديمة من التجذّر وتشكيل عصبة خاصة بها من مقاتليها”، وهي تخفف من الهواجس المستمرة لدى قيادة الهيئة من حدوث انشقاقات في صفوفها، بحسب متابعين.
وأشارت المصادر إلى أن الهيئة، “استغلت الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة بعد توقيع اتفاق خفض التصعيد بين روسيا وتركيا، في آذار/ مارس 2020 لتجهيز قواتها مجدداً”.
وقالت المصادر العسكرية المقربة من الهيئة، إن “تحرير الشام أدركت خلال المعركة الأخيرة أن خططها العسكرية التي كانت تعمل عليها منذ نحو تسع سنوات لم تعد مجدية، وباتت جميعها مكشوفة وهو الأمر الذي جعلها تخسر المعركة أمام القوات الحكومية وروسيا”.