الرقة- احمد الحسن- NPA
تقوم لجنة الآثار في المجلس المدني لمدينة الرقة شمال شرقي سوريا، بترميم أجزاء من السور الاثري للمدينة، والذي تعرض لأضرار خلال المعارك التي شهدتها المدينة، بين قوات سوريا الديمقراطية (المدعومة من التحالف الدولي) وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من خلال إعادة بنائه.
واوضح ياسر المحرب رئيس مكتب الاثار لـ"نورث برس" انهم يعملون حالياً على ترميم القسم الجنوبي من السور كخطوة أولية تمهيداً لترميم باقي أجزائه".
واضاف المحرب انهم قاموا مؤخرا بإزالة كافة المظاهر التي "تشوه الطابع التاريخي للمواقع الاثرية في المدينة، من خلال التعاون مع عدة جهات مهتمة في هذا الشأن".
واعتُمِد في بناء السور على نوعين من اللبن، وهما اللبن المجفف بأشعة الشمس حيث يشكل جسم السور الأساسي، ولبن الأفران القرميدي الذي يشكل الإطار الخارجي لجسم السور، وذلك لصلابته ومقاومته للظروف الجوية وهو القسم الأكثر تضرراً.
ونتيجة لتضرر تلك القراميد قامت لجنة الآثار باستجلاب هذه المواد؛ لتطابق المادة الرئيسة في بنائه، ويوضح المحرب "عملنا على قطع /2500/ لبنة ترابية، واستجلاب /12/ ألف قرميدة مع /20/ طن من الجص المخصص للبناء، كخطوة أولية للبدء بعملية الترميم".
وتعتمد اللجنة في عمليات الترميم على أصحاب الخبرات السابقة في عملية البناء والترميم، ويوضح ذلك المعماري أحمد حسن موسى، "لقد عملت في مجال ترميم السور منذ 25 عاماً، وأنا الآن أعمل على ذلك من جديد".
ويعتبر سور الرقة من المواقع الأثرية الهامة في شمال وشرقي سوريا، ويعود تاريخه إلى عهد الخليفة العباسي المنصور سنة 155هـ، 772 م.
ويشكل السور مع غيره من المواقع الأثرية في المدينة نسيجا من فنون العمارة، التي شهدتها المدينة على مر العصور لتختلط عراقة الماضي بتطور الحاضر.
وخلال سنوات الأزمة السورية تعرض السور الأثري للإهمال؛ ليتحول محيطه من حديقة يرتادها الزوار الى مكب للنفايات، وساحة لركن الشاحنات المعطلة.
وتعتبر مدينة الرقة من أغنى المناطق السورية بالمواقع الأثرية، والتي تعود الى حِقب متفاوتة، كمدينة الرصافة وهرقلة وقلعة جعبر، بالإضافة إلى المواقع الأثرية داخل المدينة، كقصر البنات والجامع العتيق مشكّلة سلسلة تروي عراقة تاريخ المدينة.