ذكرى اعتداء تموز في السويداء تشعل التوتر بين مشيخة درزية وحزب البعث

السويداء – NPA
تشهد محافظة السويداء توتراً بين مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، على خلفية إحياء الذكرى السنوية الأولى للمجزرة التي نفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الريف الشرقي للسويداء.
التوتر جاء على خلفية إخفاق أعضاء فرع حزب البعث في السويداء، في منع دار "طائفة المسلمين الموحدين الدروز" بزعامة شيخ عقل الطائفة، يوسف جربوع، من إقامة فعاليات تحت مسمى "أرواح تموز"، بالتعاون مع منظمة تدعى "جذور سوريا لبناء المجتمع المدني".
ادعاءات حزبية
مصادر في الفعالية المقامة، والتي فضلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، كشفت لـ"نورث برس" عن أن أعضاء فرع السويداء لحزب البعث استنفروا بذريعة أن "المنظمة ستؤثر على شعبية الحزب"، وعمدوا للضغط على مشيخة العقل لإلغاء الفعالية.
وجاءت مطالبة الإلغاء بادعاءات قدمه فرع الحزب عن أن المنظمة المشاركة في إقامة الفالية غير مرخصة وممولة من تركيا وتصنف على أنها منظمة معارضة، وأن الفعالية ستستغل للقيام بأعمال ضد الحكومة السورية، في الوقت الذي طالب فيه شيخ العقل، يوسف الجربوع بإثباتات على هذه الادعاءات.
علمانية وتبعية
أشارت المصادر ذاتها إلى أن عمليات مقابلة جرت للتهجم على المنظمة واتهام العاملين فيها، بالتبعية لمؤسسة دينية مع تقديم أنفسهم على أنهم "علمانيون" واتهام دار طائفة الموحدين الدروز بتلقي تمويل من الخارج.
فيما تصاعدت مستويات الإشاعة، وفق المصادر، مع الإخفاق في إقناع شيخ عقل الطائفة بادعاءات أعضاء حزب البعث، إذ وصلت الأمور إلى الضغط على فنانين لعدم المشاركة في فعاليات الاحتفالية، والضغط كذلك على أعضاء الكورال ومنع اثنين منهم من الحضور.
وشملت الضغوطات تهديد أهالي المشاركين بمنع أبنائهم من المشاركة في "مسابقة الرواد" رغم تميزهم، مع وضع إشارات أمنية أمام أسمائهم ما يهدد مستقبلهم، الأمر الذي اضطر اثنين من المشاركين في الكورال بأعمار الـ 16 إلى عدم المشاركة.
إيعاز بعدم المشاركة
فرع حزب البعث في السويداء أوعز لكوادره بعدم المشاركة في الفعالية، فق ما أكدته مصادر أخرى في المنطقة، محذرين المشاركين بمحاسبتهم، مع الإيضاح أن هذه الفعاليات "غير مرغوب بها أمنياً.
كذلك عمد قيادي في الحزب إلى بث إشاعة عبر مقربين منه، بأن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية ستعمد لـ"اعتقال المشاركين والمنظمين للفعالية قبيل بدء الحفل" ما اعتبره كثير من السكان نوعاً من الترهيب بحق سكان السويداء الذين يحاولون إحياء ذكرى المجزرة الأولى التي جرى تنفيذها من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في عدد من القرى بريف المحافظة.
محاولات عرقلة
أيضاً حاول فرع الحزب تعطيل الحفل، من خلال الضغط عبر نشأت كيوان والذي يشغل منصب مدير دائرة المتاحف في السويداء، ودفعه للضغط على الشيخ يوسف الجربوع، والمضيف ثائر الأطرش بحجة عدم وجود تراخيص للحفل من المديرية العامة في دمشق.
فيما حاول رئيس فرع الأمن السياسي بالتوازي مع ذلك، إخراج منظمة "جذور" من العقار الذي تمتلكه بعد استدعاء صاحب العقار، ودفعه لإخراجهم أو محاسبته بتهمة "تمويل الإرهاب" وملاحقة أبنائه في الجامعات السورية، وحرمانه من "الحصول على الموافقات الأمنية والتصرف بأملاكه سواء بالبيع أو الشراء أو التأجير."
ترقب واستياء
أعضاء المنظمة كشفوا عن ترقبهم لما ستؤول إليه هذه الضغوطات، مع وجود تهديدات بمنعهم من السفر وطلبهم لمراجعة الاستخبارات الحكومية السورية، في محاولة لمعاقبتهم على إتمام الفعالية.
ما أثار استياء السكان في السويداء، هو عدم تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، لأية فعالية تتعلق بإحياء ذكرى المجزرة الدامية في الـ 25 من تموز / يوليو، التي نفذت بحق المئات من سكان قرى شرق السويداء، ممن جرى قتلهم وجرحهم واختطافهم وإعدامهم، رغم كل هذه الضغوطات.
فيما كانت حسابات تدعي تمثيل قوات الفهد (قوة محلية من سكان السويداء) قد هددت أعضاء حزب البعث من زيارة قرى شرق السويداء ومحاولة "سرقة انتصار القوى المحلية"، عقب أن قرر الحزب زيارة القرى بدلاً من تنظيم فعاليات.
وكانت دار طائفة "المسلمين الموحدين الدروز" ومنظمة "جذور سوريا لبناء المجتمع المدني" في السويداء، أقامتا في الـ 25 من تموز / يوليو الجاري، فعالية لإحياء ذكرى ضحايا اعتداء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على السويداء في التاريخ ذاته من العام 2018، أحياه كورال "جذور سوريا"، في ضريح "القائد العام للثورة السورية سلطان باشا الأطرش" في مدينة القريا بريف السويداء الجنوبي.