تعزيزات وتحصينات جديدة لتركيا ترسم أجندة جديدة بسوريا

إدلب- نورث برس

في ظل التصعيد العسكري الذي تشهده مختلف مناطق النزاع في سوريا، تواصل تركيا، تحصين وتعزيز مواقعها ونقاطها العسكرية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لها في كل من إدلب وريف حلب الغربي، ما يثير تساؤلاً حول الهدف التركي من كل هذه التحركات.

وتأتي تلك التحركات العسكرية لتركيا والفصائل الموالية لها بالتزامن مع تهديدات بشن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا.

ولم تعد مساعي تركيا في ترسيخ وجودها عبر تدخلاتها العسكرية في سوريا، والتي بدأ بشكل معلن في الرابع والعشرين من آب/ أغسطس 2016، عبر عمليتها العسكرية تحت مسمى ” درع الفرات” والتي أسفرت عن سيطرتها علة مناطق بريف حلب الشمالي والشرقي، تخفى عن أحد.

وأنشأت تركيا منذ تدخلها العسكري، أكثر من 70 نقطة عسكرية في مناطق إدلب وحلب وحماة واللاذقية، شمال غربي البلاد.

“رسائل للنظام وروسيا”

وقال مصدر عسكري عاملٌ في غرفة عمليات “الفتح المبين”، لنورث برس، إن التعزيزات العسكرية التركية وحشودها في المنطقة، هدفها في الوقت الحالي “إرسال رسالة للنظام السوري وروسيا”.

وأضاف: “مفاد تلك الرسالة، أن تركيا في حال نية القوات الحكومية البدء بعملية عسكرية جديدة تستهدف المنطقة، فهي سوف تشارك في صد تلك القوات”.

وأشار المصدر إلى أن “أمر البدء بعملية عسكرية من قبل فصائل غرفة عمليات الفتح المبين التي تشكل هيئة تحرير الشام رأس حربتها، أمر مستبعد في الوقت الحالي على الأقل”.

وعلل ذلك بـ”الوضع الدولي الراهن، وعدم انتهاء المفاوضات بين روسيا وتركيا حول العملية العسكرية ضد قسد شمال شرقي سوريا”.

ورجح المصدر أنه في حال أرادت تركيا الضغط على روسيا، “فستعمل على فتح معركة في مناطق غربي حلب والتي تشهد تصعيداً عسكرياً أيضاً”.

وتوقفت العمليات العسكرية البرية في مناطق شمال غربي سوريا، “بشكلٍ شبه كامل في شباط/ فبراير من العام 2020، وذلك بعد عمليات عسكرية نفذتها القوات الحكومية وروسيا على مناطق سيطرة المعارضة في أرياف إدلب وحماة وحلب استمرت لأكثر من ثمانية أشهر”، وفقاً لتقارير صحفية.

تعزيز نقاط وتوسيع أخرى

وقبل يومين باشرت القوات التركية المنتشرة في إدلب، شمال غربي سوريا، تعزيز نقاطها المتواجدة بالقرب من خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية، بمنطقة جبل الزاوية، في حين قامت بتوسعة نقاط أخرى وذلك بعد أيام من إنشاء نقطة جديدة.

وقالت مصادر عسكرية في المعارضة لنورث برس، إن القوات التركية عززت نقاطها المنتشرة في كل من كنصفرة وبليون والبارة المحاذية لمناطق سيطرة الحكومة جنوبي إدلب، بعشرات الآليات العسكرية من بينها دبابات، والتي تحمل على متنها أيضاً عشرات الجنود الأتراك.

كما قامت بعمليات توسعة لقاعدتها العسكرية المتمركزة على تل بليون الاستراتيجي والذي يرصد معظم قرى وبلدات جبل الزاوية.

ونشرت على التل العديد من الدبابات والمدافع الثقيلة، وذلك بعد رفع السواتر الترابية ووضع الكتل الاسمنتية.

ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، أنشأت القوات التركية، ثلاثة قواعد عسكرية جديدة قرب قرية سان على المحور الشرقي من جبل الزاوية، والتي تبعد عن مناطق سيطرة القوات الحكومية أقل من ثلاثة كيلو مترات، وفق المصادر نفسها.

والنقاط الثلاث التي أنشأتها تركيا في المنطقة الواقعة بين قرية سان التي تسيطر عليها المعارضة و بلدة داديخ المجاورة والتي تسيطر عليها القوات الحكومية، أنشأت في مواقع مرتفعة ترصد الطريق الدولي حلب – دمشق (M5)، بحسب المصادر نفسها.

كما نشرت فيها أكثر من 400 عنصر تركي، بينهم مجموعات من عناصر من الكوماندوس التركي، فضلاً عن نشر دبابات وراجمات صواريخ ومدافع ثقيلة في المنطقة، بحسب المصادر.

وفي الثامن عشر من الشهر الماضي، أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة وصفت بـ”الضخمة” إلى نقاطها المنتشرة في إدلب شمال غربي سوريا.

وقال شهود عيان لنورث برس، إن رتلاً عسكرياً تركياً ضم أكثر من أربعين آلية عسكرية ثقيلة، ودخل على دفعتين من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمالي إدلب نحو مناطق انتشار النقاط التركية في ريف إدلب الجنوبي.

وضم الرتل التركي دبابات ومدافع ثقيلة ومدرعات وشاحنات تحمل ذخائر ومواد لوجستية، إضافةً إلى عشرات العناصر، وفقاً للمصادر نفسها.

ويتزامن دخول تلك الأرتال مع ما  تشهد محاور القتال في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي، من تصعيد عسكري وقصف متبادل مكثف منذ مطلع الشهر الماضي، بين أطراف الصراع.

إعداد وتحرير: فنصة تمو