من أصل عشرات المنظمات.. أربعة فقط بقيت تعمل في كوباني
كوباني – نورث برس
يقول مسؤولو المنظمات المحلية في كوباني إن معظم الجهات المانحة للتمويل قلصت من دعمها للمشاريع التي يقومون بتنفيذها وأوقفت دعمها الإغاثي بعد التهديدات التركية المستمرة.
وبحسب خليل مسلم، وهو إداري في مكتب شؤون المنظمات الإنسانية في إقليم الفرات، فإن مدينة كوباني تضم سبع منظمات محلية، تعمل منها اثنتين فقط بشكل فعال.
كما تتواجد ضمن المدينة سبع منظمات أجنبية، تعمل منها أيضاً منظمتين فقط بشكل فعال، بينما كان عددها أكثر من 20 منظمة قبل سيطرة تركيا على سري كانيه وتل أبيض عام 2019.

وتسببت العملية العسكرية التركية حينها، بإيقاف أغلب المنظمات الإنسانية لأعمالها ونشاطاتها في كوباني، وتوجهت إلى مدن أخرى كالرقة ومنبج.
ويشير الإداري إلى أنه عندما تريد منظمة أجنبية دعم منظمة محلية، فلديها تقييمات ومتابعة لعملها على الأرض، ولكن بسبب التهديدات التركية والقصف لا تستطيع تنفيذ تلك التقييمات.
وتعد المشاريع التي تنفذها المنظمات المحلية حالياً صغيرة، ولا تستمر أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر، مع غياب واضح لتنفيذ مشاريع ضخمة في المنطقة، وفقاً لما يلفت إليه “مسلم”.
وبحسب مسؤولي المنظمات المحلية في كوباني، فإن الجهات المانحة والممولة تطلب منهم تنفيذ تلك المشاريع في مناطق تبعد 10 كم عن الحدود التركية على الأقل، ما يحرم سكان القرى الحدودية من هذه المشاريع التنموية.
ويقول إسحاق بوزي، وهو المدير التنفيذي لمنظمة كوباني للإغاثة والتنمية، إن الدعم والتمويل الحالي المقدم لهم يعتبر محدود جداً.
ويشير إلى أن أنشطة منظمة كوباني قبل سيطرة تركيا على سري كانيه وتل أبيض، كانت على مدى طويل، حيث كانت المشاريع والمنح تستمر من عشرة أشهر إلى سنة كاملة.
بينما أغلب المشاريع لا تتجاوز حالياً مدة خمسة أشهر، كما أن كمية الدعم قليلة لا تلبي احتياجات المنطقة، إضافة لتوقف بعض الأنشطة بسبب التهديدات التركية، بحسب “بوزي”.
وتعنى منظمة كوباني للإغاثة والتنمية بتنفيذ مشاريع تنموية وتقديم مساعدات إغاثية.
ويلفت المدير التنفيذي لمنظمة كوباني، إلى أن النازحين في المنطقة يطلبون منهم مساعدات بشكل يومي، “لكن المنظمات المحلية في المنطقة لا تتلقى الدعم الإغاثي لتقديمه للنازحين”.
ويضم إقليم الفرات (تقسيم إداري يتكون من مدينة كوباني وصرين وريفهما) نحو ثلاثة آلاف عائلة نازحة من سري كانيه وتل أبيض وعفرين، بحسب إحصائيات مكتب شؤون المنظمات الإنسانية في الإقليم.
وتعمل منظمة كوباني للإغاثة والتنمية على مشاريع تنموية “ولكن معظم المانحين يرفضون الدعم، لأن المنطقة مهددة بالاجتياح ولا تعتبر مستقرة للعمل فيها”، بحسب مديرها التنفيذي.
ويطالب “بوزي” المانحين والمنظمات والجهات الداعمة بتقديم نسبة من الدعم والمساعدات إلى منطقة كوباني وريفها والقرى الواقعة على الشريط الحدودي.
ويقول فاروق حجي مصطفى، وهو المدير التنفيذي لمنظمة برجاف، إن التهديدات التركية أثرت بشكل كبير على الأداء العام للمنظمات، لأنها أثرت على التنسيق وتوقيت عقد الفعاليات والنشاطات الخاصة بالمنظمات.
ويشير “حجي مصطفى” إلى أن أحد شروط التمويل المستدام لمشاريعهم يتعلق بالاستقرار في المنطقة، حيث تتغير أولويات الاستجابة مع تغير التحديات.