مكان قتل الظواهري يثير اتهامات بين واشنطن وكابل بانتهاك اتفاقية الدوحة
أربيل- نورث برس
قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن طالبان انتهكت “بشكل صارخ” اتفاق الدوحة من خلال استضافة وإيواء زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، لكن بالمقابل اعتبرت الحكومة الأفغانية العملية الأميركية هي التي تشكل انتهاكاً.
وفي ساعات متأخرة من مساء الاثنين، أعلن الرئيس الأميركي عن أن الولايات المتحدة “قتلت الزعيم الظواهري في عملية بأفغانستان مطلع الأسبوع، وهي تشكل أكبر ضربة للجماعة المتشددة منذ مقتل مؤسسها أسامة بن لادن في عام 2011”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، في بيان إنه “في مواجهة عدم رغبة طالبان أو عدم قدرتها على الامتثال لالتزاماتها، سنواصل دعم الشعب الأفغاني بمساعدات إنسانية قوية والدعوة لحماية حقوق الإنسان الخاصة به، وخاصة حقوق النساء والفتيات”.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إنه خلال استضافة وإيواء زعيم القاعدة في كابل، انتهكت طالبان بشكل صارخ اتفاق الدوحة.
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلامية أميركية عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، قوله، إن واشنطن لم تخطر مسؤولي حكومة طالبان قبل العملية التي جرت السبت.
وأضاف المسؤول الأميركي، أن مصادر بلاده الاستخباراتية المتعددة، على ثقة عالية بأن الظواهري قتل في ضربة كابل، وأن أي عناصر أميركية لم تكن على الأرض خلال تنفيذ الضربة.
بالمقابل، اعتبرت الحكومة الأفغانية أن عملية قتل الظواهري في البلاد، بمثابة انتهاك لسيادته ولاتفاقية الدوحة.
وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، في سلسلة تغريدات، “نفذت غارة جوية على منزل سكني في منطقة شيربور بمدينة كابل في الواحد والثلاثين من تموز/ يوليو”.
وأضاف: “لم تكن طبيعة الحادث واضحة في البداية”، لكن أجهزة الأمن والاستخبارات في الإمارة الإسلامية حققت في الحادث و”حددت النتائج الأولية أن الغارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار”.
وقال مجاهد، إن بلاده “تدين بشدة هذا الهجوم بأي ذريعة وتصفه بانتهاك واضح للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة”.
وقال بايدن في خطاب إعلانه عن مقتل الظواهري، إنه “كان متورطاً بعمق في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر”، وهي واحدة من أكثر الهجمات التي أدت إلى مقتل 2977 شخصاً على الأراضي الأميركية. وعلى مدى عقود.
وأعرب عن اعتقاده بأن الظواهري قتل وحده أثناء وجوده في شرفة منزله الذي كان يقطنه مع زوجته وابنته وحفيده، مشيراً إلى أن التخطيط للعملية بدأ قبل 6 أشهر غير أنه تكثف في الشهرين الماضيين.
وأضاف أن تحديد موقع الظواهري بدأ حين اكتُشِفت شبكة داعمة له ولتحركاته وصولاً إلى انتقاله إلى العاصمة الأفغانية كابل هذا العام.
وكانت السعودية أولى الدول التي أشادت بالعملية الأميركية، حيث أعلنت وزارة الخارجية السعودية ترحيبها بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن استهداف ومقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وأضافت الخارجية السعودية، في بيان، أن “الظواهري من قادة الإرهاب وخطط ونفذ عمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة والسعودية”.
كما قال الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إن “مقتل الظواهري دليل على أنه من الممكن استئصال الإرهاب دون الدخول في حرب”.