على حساب أعمالهم.. سكان كوباني يقضون ليلهم ونهارهم في طوابير المازوت
كوباني – نورث برس
يضطر مسلم نبو (42 عاماً) وهو تاجر مواشي من ريف مدينة كوباني، إلى القدوم لمحطة الوقود منذ ساعات الفجر للوقوف في الطابور والحصول على مخصصات سيارته من مادة المازوت.
وتتطلب مهنة “نبو” الذهاب إلى سوق المواشي في وقت مبكر، إلا أن اليوم الذي يخصصه للوقوف في الطابور، لا يستطيع ممارسة عمله.
ويركن الرجل سيارته في الطابور من الساعة الخامسة صباحاً، وينتظر حتى الساعة 12 ظهراً، وأحياناً حتى الساعة الثانية بعد الظهر، للحصول على المازوت.

ويلجأ أحياناً للنوم في سيارته أمام محطة الوقود بعد أن يركنها في مقدمة الطابور من الساعة العاشرة مساءً، على أمل الحصول على المازوت في وقت مبكر من صباح اليوم التالي.
تلك العملية يكررها مربي الماشية مرة كل أسبوع، وقد لا يحصل على مخصصاته في ذلك اليوم، ليعاود الانتظار في الطابور في اليوم التالي.
وتضمُّ مدينة كوباني، سبع محطّات وقود، بينما يتمُّ توزيع الوقود في محطّة واحدة فقط، والتي تنتهي فيها الكمية غالباً في أقل من يومٍ واحد، بحسب أصحاب سيارات.
وكما معظم مدن شمال شرقي سوريا، يقضي أصحاب سيارات في كوباني ساعات طويلة أمام محطة الوقود، في حين يلجأ البعض للمبيت مساءً في سياراتهم للتمكن من حجز دور لهم في الطابور.
ويتم توزيع كمية 50 ليتراً على أصحاب السيارات، مرة واحدة في الأسبوع.
ويرجع كاميران عمر، الرئيس المشارك لمديرية المحروقات في إقليم الفرات، السبب إلى أنهم يخصصون نحو 60% من مجمل مخصصات الإقليم من المازوت للتدفئة وكميات أخرى للزراعة، وهو ما يتسبب بتشكل طوابير على المازوت المخصص للنقل والمواصلات.
وتبلغ مخصصات إقليم الفرات، (تقسيم إداري يضم مدينة كوباني وصرين وأريافهما)، من مادة المازوت 20 صهريجاً كل يومين، بمعدل 10 صهاريج يومياً، بحسب المديرية.
ويشير “عمر” أن مشكلة الازدحام وأزمة الحصول على المازوت ستبقى مستمرة، “لأنه مع انتهاء توزيع مازوت التدفئة يبدأ موسم الزراعة الشتوي حيث يتم توزيع مخصصات الزراعة”.
ويرى أن الحل هو زيادة إدارة المحروقات في شمال شرقي سوريا مخصصات المنطقة من المازوت.
ولحجز دور في الطابور وتجنّب الانتظار الطويل، قدم عمر درويش (27 عاماً) وهو صاحب بقالية ولديه سيارة أجرة في كوباني، منذ الساعة الخامسة صباحاً إلى محطة الوقود، حيث كانت أكثر من 50 سيارة سبقته إلى الوقوف في الطابور.
ويشير “درويش” إلى أنه لاحظ بأن أصحاب بعض السيارات لديهم فراش داخلها، وذلك يعني أنهم ناموا أمام المحطة من أجل حجز مكان لهم في الطابور.
وأمام هذا الحال، يضطر الشاب العشريني لإغلاق بقاليته في الصباح والانتظار حتى ساعات الظهيرة في الطابور ومن ثم العودة لفتحها بعد تعبئة سيارته بالوقود.
ويقول حسين حاجي (46 عاماً) وهو صاحب محطة وقود في قرية حلنج بريف كوباني الشرقي، إن مادة المازوت تصل للمحطة مرة كل يومين، بكمية تتراوح بين 36 إلى 45 ألف ليتر.
ويشير “حاجي” إلى أنهم يقومون بتوزيع مادة المازوت من الساعة 8 صباحاً حتى السادسة مساء، “ولكن كميات المازوت لا تكفي يومين، وبالتالي قد تنتهي الكمية في الساعة الثانية أو الرابعة مساء”.