حلب- دجلة خليل- NPA
يعاني مهجرو منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي من قلة الخدمات، كتوفر الكهرباء ومياه الشرب بشكل كافي, بالإضافة إلى مشكلات الصرف الصحي والطرق الخارجة عن الخدمة والبنى التحتية المدمرة.
وأدت المعارك الطاحنة بين القوى التي تعاقبت في السيطرة على المنطقة، إلى هدم وتدمير شبه كامل للأبنية, بالإضافة إلى تضرر شبكات مياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي وخروج أغلب الطرق الرئيسية والفرعية عن الخدمة.
في هذا السياق عبرت بدرية شيخو، إحدى المهجرات من عفرين وتسكن في قرية تل سوسين لـ" نورث برس" عن معاناتهم من الطرق الترابية في القرية، والتي تتصاعد منها الأتربة والغبار في فصل الصيف، بينما تصبح الحركة صعبة عليها في فصل الشتاء نتيجة تراكم الطين.
وأشارت شيخو إلى أن المنظمات لم تقدم أي خدمات ومساعدات للقرية, مبينة أن بيوت القرية بحاجة ماسة إلى التصليح.
الكهرباء والمياه
من جانبه اشتكى حسين زينو، (مهجر من عفرين) ويقطن في بيت سقفه نصف مهدم في قرية معراة مسلمية، من وضع الكهرباء والمياه في القرية قائلاً "الكهرباء تصلنا في اليوم لمدة أربع ساعات فقط، ونعاني من مشكلة توفر المياه فعدد الصهاريج لا تكفي لتغطية كافة الأهالي ولا تمتلك القرية أي خزنات كبيرة في الشوارع لنعتمد عليها".
تأمين الكهرباء
هيئة البلديات في ريف حلب الشمالي قامت بتأمين /64/ مولدة كهرباء باستطاعات مختلفة في كافة القرى والمخيمات التي يقطنها المهجرون من أهالي مدينة عفرين, وتوزيع حوالي/20/ ألف أمبير على عموم المنطقة بشكل مجاني, حسب ما أفاد المهندس فائق أحمد الرئيس المشارك لهيئة البلديات في ريف حلب الشمالي لـ"نورث برس".
ويتم تشغيل المولدات في القرى التي يقطنها مهجرو عفرين من الساعة الثامنة مساءً إلى الساعة الثانية عشر الليل, أي بمعدل أربع ساعات في اليوم مع توزيع أمبير واحد لكل بيت بشكل مجاني, أما بالنسبة للمخيمات فيتم تشغيلها حسب الحاجة ودرجات الحرارة.
ويعاني ريف حلب الشمالي من انقطاع تام للكهرباء الرئيسية، لأكثر من سبع سنوات بعد أن تدمرت المحطة الحرارية في مدينة حلب.
مياه الشرب
وفيما يتعلق بتوفير مياه الشرب قال الرئيس المشارك لهيئة البلديات "قمنا بتصليح شبكات المياه ومحطات الضخ التي كانت خارجة عن الخدمة, حيث تم تغذية القرى بالمياه", مبيناً أن هناك قرى لا تتوفر فيها شبكات المياه فاضطروا إلى الاعتماد على الصهاريج, حيث تم وضع حاقنات الكلور لتعقيم مياه الآبار".
وأضاف أحمد "نقوم بتأمين المياه عبر صهاريج, اذ يصل /300/ ألف متر3 من المياه في الشهر الواحد، بتكلفة اجمالية تصل لنحو /50/ مليون ليرة سورية، (نحو 84 ألف دولار), مشيراً إلى أنها توزع على الأهالي في القرى بسعر رمزي يصل إلى /50/ ليرة سورية (أقل من 10 سنتات من الدولار) للبرميل الواحد.
تعبيد الطرق
قامت البلدية بإزالة الأنقاض والركام والسواتر من الشوراع, حيث يعمل ما يقارب /600/ عاملاً بهذا المجال.
وأشار أحمد إلى أن البلدية تسعى جاهدة لإصلاح الطرق وتعبيدها إلا أن "الإمكانات الضعيفة تحول دون ذلك, حيث لا تتوفر في المنطقة مادة الإسفلت", مبيناً أنهم يعانون من إيراد الآليات والمواد (الإسفلت والمحروقات) من المناطق الأخرى نتيجة فرض رسوم "باهظة".
وتفتقر المنطقة إلى شبكات الصرف الصحي, ما يتسبب بتشكل مستنقعات مائية في الشوارع والتي تؤدي بدورها إلى انتشار الأمراض, إذ انتشر داء اللشمانيا مؤخراً ليصيب أكثر من ألفي حالة في المنطقة, أغلبهم من الأطفال في ظل غياب الأدوية الخاصة لمقاومته.
وفي هذا السياق أوضح أحمد أنه لا تتوفر المعدات من بواري وأليات للحفر في كل القرى "فتكلفتها باهظة إلى جانب إمكانياتنا المحدودة فقمنا بتوفير عدة شفاطات لسحب مياه الصرف الصحي من الجور الفنية في القرى ونقوم بإفراغها بحفر بعيدة عن القرى لردمها فيما بعد، كحل إسعافي للمشكلة."
وخلال المعارك التي أدت إلى سيطرة تركيا مع فصائل المعارضة المسلحة على منطقة عفرين شمالي البلاد في 18آذار/مارس العام الماضي، هُجر ما يقارب /350/ ألف شخص من سكان عفرين إلى ريف حلب الشمالي, حيث خصص لهم خمس مخيمات, إلا أن عدد المخيمات لم تكفي لهذا العدد من المهجرين, فاضطر الأهالي إلى السكن في بيوت شبه مدمرة والتي غالبيتها تفتقر إلى المقومات الأساسية للسكن كالنوافذ والأبواب والأسقف وخزانات المياه.
ويقطن مهجرو عفرين في خمس مخيمات في ريف حلب الشمالي، وسط ظروف معيشية صعبة، وغياب دور أغلب المنظمات الإنسانية والإغاثية التي تغض الطرف عن معاناتهم, حسب الأهالي.