تقوِّي الروابط الأسرية.. الساحات العامة بدمشق متنفس المساء للسكان

دمشق – نورث برس

مقابل السيف الدمشقي وعلى العشب الأخضر اختارت عائلة “أبو مصطفى” مكاناً لها حول جموع الجالسين على جنبات الأرصفة هرباً من انقطاع الكهرباء وحرارة الجدران في المنازل.

العائلة المؤلفة أربعة أفراد جاءت من منطقة المزة إلى وسط العاصمة, حاملة معها لوازم بسيطة من “فواكه وبزر وإبريقاً للمتة وكراسٍ”.

ومؤخراً، تحولت معظم المساحات الخضراء في ساحة الأمويين، وغيرها، إلى متنزهات صغيرة ومتنفس يلجأ إليه سكان العاصمة في أوقات المساء للتخلص من الحرارة المرتفعة في ظل غياب التيار الكهربائي.

تقول السيدة الأربعينيَّة أم مصطفى، وهي ربة منزل، “منذ بداية الشهر الحالي نأتي إلى الساحة بشكل يومي, الجو في المنزل لا يُطاق فالحرارة عالية خلال الصيف وانقطاع التيار الكهربائي يزدادُ في الليل ولا نستطيع النوم أو الجلوس في العتمة فوجدنا في الحدائق متنفساً لنا”.

أما أبو مصطفى (50عاماً) الذي يعود من عمله على التاكسي مساءً، فيقول: “بعد الساعة الثامنة أتوقف عن العمل وأقضي ساعات المساء برفقة عائلتي”.

ويجد الخمسيني في اجتماع العائلة في الحديقة، ومتنفساً له وتخفيفاً عن نفسه من بعض الهموم التي يمر بها كل يوم “تعبئة البنزين وانتظار الكهرباء”.

ويقول: “رغم بساطة هذا السيران مع العائلة الذي لا يكلفنا الكثير, ينسيني يومي الطويل والمتعب”.

ويضيف الرجل الخمسيني: “رب ضارة نافعة، فالتقنين الكهربائي والحرارة المرتفعة, أعادتنا لسهرات السمر والجلسات مع العائلة بلا موبايلات في الهواء الطلق حيث نتبادل الأحاديث”.

ليست عائلة “أبو مصطفى” وحدها من تقصد الساحات الخضراء حيث يرافقه العشرات من العائلات خرجت لنفس الأسباب.

وأشارت لميس محمد من سكان دمشق، إلى  أن السوريين دائماً ما يفتشون عن حلول لمشاكلهم, فالجلوس في الساحة هو حل للهرب من الحرارة والتقنين الكهربائي.

ووجدت رشا عمر، في تلك الجلسات بأنها أقرب ما تكون من عائلتها اليوم، وقللت من ساعات جلوسها على الإنترنت لاستغلال وقت أطول مع عائلتها.

وتصف “عمر”، بعد أن شعرت بمكانة وقيمة اجتماع العائلة، وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بأنها “قاطعة لصلة الأرحام”.

إعداد: مرام المحمد ـ تحرير: سلمان الحربيّ