أسبوع دامٍ بعد تصعيد تركي عنيف لمناطق شمال شرقي سوريا
تل تمر – نورث برس
فقد مدنيان لحياتهما وإصيب نحو 15 أخرين خلال الأسبوع الأخير من شهر تموز / يوليو الحالي، بعد أن صعدت القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها،على مناطق مختلفة بشمال شرقي سوريا.
ووفق احصائيات ميدانية رصدتها نورث برس، سقطت أكثر من 400 قذيفة تركية على القرى المحاذية لخطوط التماس، أغلبها آهلة بالسكان بأرياف الشمالية لمدينتي الحسكة والرقة.
وجاء التصعيد التركي في أعقاب الاجتماع الثلاثي مع روسيا وإيران خلال القمة التي جمعتهم في طهران في الـ 20 من تموز الحالي، والتهديد التركي بهجوم جديد.
قصف بلا هوادة
وفي الـ 22 من الشهر الحالي، استهدفت طائرة مسيرة تركية موقعاً لقوات الجيش السوري في قرية زور مغار بريف كوباني الغربي، واقتصرت الأضرار على المادية دون وقوع خسائر بشرية.
وبعد ذلك بيوم، قصفت المدفعية التركية بعشرات القذائف سبعة قرى بريف بلدة تل تمر، أسفرت عن أضرار مادية طالت ممتلكات سكان، وانقطاع للتيار الكهرباء بسبب خروج محطة التحويل عن الخدمة جراء، أضرار في خطوط التوتر بفعل القصف.
كما أعلن مجلس حرس الخابور الآشوري (وهي قوات عسكرية أشورية منضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية)، عن إصابة ثلاثة مقاتلين في صفوفه بجروح جراء عمليات القصف التركية لريف البلدة.
وفي الـ 24 من تموز، قصفت القوات التركية نحو 20 قرية بأرياف بلدتي تل تمر وزركان (ابو راسين)، بقذائف المدفعية والصواريخ لعدة ساعات متواصلة.
وأسفر القصف هذا عن فقدان مدني لحياته وعنصر من قوات الحكومة، فضلاً عن إصابة عشرة آخرين بينهم أطفال ومسنين، كما أصيب راعٍ للأغنام نفوق 30 من أغنامه جراء القصف.
وفي ذات اليوم مساءاً، قال مصدر عسكري لنورث برس، إن طائرات روسية، استهدفت مواقع للفصائل الموالية لتركيا بقرى “المحمودي، تل محمد، تل علو”، شمالي تل تمر، وتعتبر خطوط تماس بين الفصائل والجيش السوري، دون ورود معلومات عن نتائجه.
وفي الـ 25 من الشهر الجاري، عاودت المدفعية التركية لاستهداف قرى ريف بلدة تل تمر وتحديداً القرى الأشورية ذات الأقلية المسيحية وهي قرى ‘‘تل طويل وتل جمعة’’ شمال وغرب البلدة.
كما وتعرضت في نفس اليوم، قرى “الأسدية، والخضراوي، تل حرمل، خربة الشعير، تل الورد”، في بلدة زركان للقصف المدفعي. اسفرت عن أضرار مادية.
فيما استهدفت مسيرة انتحارية تابعة لتركيا المدنيين أمام محطة طراد للمحروقات على الطريق الدولي في المدخل الشمالي لبلدة عين عيسى، ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح بليغة، احدهم فقد حياته مؤخراً متأثراً بجراحه يدعى احمد الخضر 21 سنة.
ردود فعل غاضبة
ورغم الانتهاكات التركية التي ارتكبتها طيلة الأسبوع باستمرارها بخرق لاتفاقية وقف أطلاق النار التي وقعتها مع روسيا وأمريكا نهاية عام 2019، واصل مسؤولون أتراك تهديداتهم بشن عملية عسكرية في مناطق شمال شرق سوريا، في أي وقت.
إلى ذلك دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في الـ 24 من تموز الجاري، عبر تغريدة على حسابه في تويتر، حلفائه في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لإيقاف الهجمات التركية، وذلك عقب استهداف مسيرة تركية لسيارة تقل ثلاث قياديات في ‘‘قسد’’ بريف القامشلي.
وأضاف أن استهداف تركيا لهن، “انتهاكٌ يقوض الحرب على داعش”.
وفي تغريدة جديدة نشرها أمس الخميس، قال عبدي، ن “كثافة هجمات الطائرات المسيرة التركية ازدادت، وباتت تستهدف مجتمع شمال شرقي سوريا ومؤسساته العاملة على استقرار المنطقة”.
وكشف عن حصيلة هجمات الطائرات المسيرة التركية منذ العشرين من تموز/ يوليو الجاري، وذكر أنها استهدفت “9 مقاتلين من قسد و4 أعضاء للأمن الداخلي و13 مدنياً”.
وعلى خلفية الهجمات التركية المكثفة، احتجج سكان في بلدة عين عيسى في الـ 24 من الشهر الجاري، أمام القاعدة الروسية، مستنكرين الصمت الروسي حيال الاستهدافات التركية للمنطقة.
واستنكر المحتجون صمت القوات الروسية باعتبارها قوات ضامنة لوقف اطلاق النار، على الانتهاكات التركية، كما عبروا عن رفضهم لبقاء القوات الروسية في المنطقة إن “لم تكن جدية في إيقاف المجازر والانتهاكات التي تقوم بها القوات التركية”.
ذلك بيوم، نظم تنظيمات نسوية بالحسكة، وقفة احتجاجية أمام أحدى القواعد الامريكية بالمنطقة، طالبوا خلاله أميركا والتحالف الدولي بالحد من الاعتداءات التركية.
كما احتج سكان من مدينة كوباني وؤريفها، في الـ 26 من تموز، أمام القاعدة الروسية قرب بلدة صرين جنوب كوباني، على ممارسات وانتهاكات تركيا في المنطقة.
وقال مصطفى إيتو، الرئيس المشارك لمجلس مقاطعة كوباني، لنورث برس، إنهم “طالبوا الجانب الروسي باتخاذ موقف تجاه هجمات الدولة التركية، والقيام بمسؤولياتها في حماية أمن واستقرار هذه المنطقة”.
وفي ذات اليوم، قال ممثلو المكونات المحلية والفعاليات العشائرية في الحسكة وريفها، خلال بيان، إن تركيا غير ملتزمة بالإدارة الدولية، ومستمرة بالعبث بالأمن الإقليمي، وتعمل على إعادة إحياء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وأشار ممثلو العشائر، إلى أن المجتمع الدولي، “لم يفِ بتعهداته اتجاه مناطقنا”.
بدورها دعت قوى وأحزاب سياسية ناشطة في شمال شرقي سوريا، التحالف الدولي وروسيا لفرض حظر جوي على المنطقة، “لمنع اجتياح تركي جديد من شأنه التسبب في ضرر لحياة الملايين من السكان”.
احتجاجات داخلية
وعلى ضوء القصف التركي على خطوط التماس، شهدت مدينة سري كانيه (رأس العين) الخاضعة لسيطرتها بشمال شرقي سوريا، خلال الأسبوع الجاري استمراراً لاحتجاجات سكان ومستوطنين، استنكاراً لحالة الفلتان الأمني.
وعلى خلفية، تحول خلاف على شراء الخبز في المدينة، إلى اشتباكات مسلحة بين الفصائل، أسفرت عن سقوط جرحى من السكان، الأسبوع الماضي.
وبعد هذه الحادثة، شهدت المنطقة دعوات للاحتجاج بين السكان، خرجت على إثرها تظاهرة في الـ 23 تموز الحالي، طالبوا خلالها بخروج الفصائل المسلحة التي تسيطر على البلدة منذ 2019.