أمراض جلدية تغزو مخيمات النازحين شمال إدلب
إدلب – نورث برس
يعالج الأربعيني فراس الحمدو، يقيم في مخيم الرحمة قرب دير حسان، منذ نحو شهرين أطفاله الثلاثة، من مرض حبة السنة المعرف بـ”اللاشمانيا”.
وتشكل مخيمات النازحين المنتشرة في ريف إدلب، شمال غربي سوريا، وخاصة العشوائية منها، بؤراً للأمراض الجلدية، بسبب مياه الصرف الصحي المكشوفة، بحسب تقارير صحفية وسكان.
ومن أبرز الأمراض الجلدية التي تنتشر بكثرة في تللك المخيمات، والتي يزيد عددها عن 1300 مخيم، تضم أكثر من مليون ونص المليون نازح و مهجر،
أمراض “جدري الماء” و”اللاشمانيا” أو ما يعرف بـ”حبة حلب”، إضافةً إلى أمراض جلدية أخرى.
كشف متأخر وعلاج غير فعال
وقبل أربع سنوات نزح “الحمدو” (42 عاماً) من منزله في منطقة سهل الغاب غربي حماة، واستقر في مخيم الرحمة قرب دير حسان مع عائلته المؤلفة من خمسة أفراد.
ويقول النازح لنورث برس إنه “لم يكترث في البداية لخطورة المرض”، فلم يكن يراه أكثر من “مجرد لسعة حشرة”.
ويضيف: “بعد بمراجعة المركز الصحي وإخضاع أطفالي للتحاليل الطبية، أيقنت أني كنت مخطئاً، حيث أظهرت نتائج الفحص، أن أطفالي مصابون بحبة السنة”.
وأخبره الممرض أن “العلاج ممكن، ويجب أخذ حقنة في موضع كل حبة كل ثلاث أيام، مع الالتزام التام بمواعيد الحقن والحفاظ على النظافة والتعقيم”، على حد قوله.
ويصطحب “الحمدو” أطفاله يومين في الأسبوع إلى المركز الصحي، الذي يبعد حوالي 15 كم عن مكان سكنه.

ورغم أن العلاج مجاني لكن بعد المركز الصحي يكلفه حوالي 30 ليرة تركية، ثمناً للبنزين، وهو مبلغ كبير مقارنة مع أجره اليومي الذي يتقاضاه كعامل بناء إض لا يتجاوز الـ50 ليرة تركية”.
ومنذ عام تقريباً تعاني أسماء الياسين (36 عاماً)، وهي امرأة نازحة من مدينة حلب، وأطفالها الأربعة من أمراض جلدية “جدري الماء واللاشمانيا، واحمرار الجلد”.
وتقيم “الياسين” في مخيم الجبل قرب بلدة كللي شمال إدلب، وتزور مراكز صحية مختلفة في الأسبوع الواحد مرتين أو ثلاث مرات من أجل الحقن التي تأخذها مع أطفالها ضد الأمراض الجلدية التي تعاني منها وأطفالها.
وتشير المرأة في حديثها لنورث برس، إلى أنه وبعد كل هذا الوقت من العلاج لم تشهد وأطفالها “أي تحسن حتى الآن”، وتضيف بلهجتها المحلية: “بتحس العلاج وجع بس، وكأن المادة الأساسية للشفاء مانها موجودة فيه”.
“أعداد كبيرة”
يقول عبد الرحمن النسر، وهو أحد العاملين في مركز صحي قرب بلدة قاح شمال إدلب، إن أكثر من 50 إصابة بالأمراض الجلدية المختلفة تزور المركز كل يوم.
ويضيف” النسر” أن أبرز تلك المراض هي، “حبة حلب (اللاشمانيا)، نحو 40 منها لأطفال دون الثامنة عشر، حيث أنها الفئة الأكثر إصابة، إذ تتجاوز الحالات شهريا حاجز الـ 800 حالة”.
ويشير في حديث لنورث برس، إلى أن أعداد الإصابات بالأمراض الجلدية وخاصة اللاشمانيا هي “كبيرة جداً في منطقة المخيمات، والسبب هو سوء شبكات الصرف الصحي في بعض المخيمات”.
وتواصلت نورث برس مع مديرية صحة إدلب للحصول على إحصائية حول عدد الإصابات بالأمراض الجلدية بشكلٍ عام في مخيمات النازحين في إدلب ، إلا أنها لم تلقَ أي رد.