القامشلي .. موجة غضب نسويّة أشعلها استهداف أنقرة لقياديات حاربن “داعش”

القامشلي – نورث برس

أبدت تنظيمات نسويّة في شمال شرقي سوريا، خلال اليومين الماضيين، ردود فعلٍ غاضبة، ظهرت جليّة في بيانات منفصلة واحتجاجات عدّة، جرّاء استهداف طائرة مُسيّرة تركية لقياديات في ريف القامشلي، شاركن في الحرب ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

التفاصيل

في حوالي الساعة السابعة من مساءِ يوم الجمعة الفائت، وتحديداً بتاريخ 22 تموز/ يوليو من  الشهر الجاري، سمع سكان قرية شورك بريف مدينة القامشلي الشّرقي، دويّ انفجار كبير.

وشهد بعض من كانوا في الموقع، أنهم رأوا النيران تتصاعد من سيارة جيب فضية اللون، والشظايا تتطاير حتى وصل بعضها إلى السيارات المحيطة ومدارس القرية.

وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية المحليّة، أنباءً عن فقدان ثلاثة أشخاصٍ لحياتهم، كانوا داخل السيارة المُستهدفة من قِبل طائرة، تبيّن فيما بعد أنها “مُسيّرة تركية”.

ويقول، لنورث برس، أحد المصابين بالشظايا وكان في الموقع المستهدف، إنه كان خارجاً ليتنزّه بالقرب من قريته ويمارس الرياضة، فما لبث أن سمع صوتاً قويّاً تلاه شيئ حاد دخل قدمه.

ويشرح بسام عبد العزيز يوسف (40 عاماً)، وهو من سكان القامشلي، بعد أن نزف بشدّة، واضطر لإجراء عملية جراحية لإخراج الشظيّة من فخذه الأيسر، أنه شاهد “بقايا لأجساد أشخاصٍ على الأرض”.

وفي اليوم التالي، أعلنت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أنّ من فقدن حياتهن في السيارة هن ثلاث قياديّات، إحداهن قائدة وحدات مكافحة الإرهاب وهذه الوحدات هي رأس الحربة في العمليات المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد “داعش”.

ردود الفعل الأوليّة

في صباح اليوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري، نشرت القيادة المركزية للقوات العسكرية الأمريكية، على صفحتها، تغريدة، قدّمت عبرها تعازيها لـ “قسد” بالقياديّات الثلاث.

وأشارت القيادة، إلى أنّ “سلوى يوسف كانت من القياديّات الحاسمات في (قسد)، وقادت القوّات في القتال ضد (داعش)، منذ عام 2017”.

وفي نفس الوقت طالب مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية،  “الشركاء ببذل المزيد من الجهود لإيقاف هذه الاعتداءات”.

لم تُطوى الصفحة

رغم أن مناطق شمال شرقي سوريا، شهدت في اليوم التالي للتشييع، تصعيداً عسكرياً كبيراً في شمالي الحسكة وريف حلب الشمالي، إلا أن الحادثة لم تُنسى، وخرجت نساء في الرقة بوقفة احتجاجية، لاستنكار هذا الاستهداف، وأُقيمت خيمة عزاء في المدينة للمقاتلات.

وانتقدت مُنظّمات نسويّة في مدينة الحسكة، موقف التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية حيال استمرار الانتهاكات التركية شمال شرقي سوريا، مُطالبين بالتخلّي عن ازدواجية المواقف، خلال وقفة احتجاجية أمام قاعدة التحالف الدولي.

وفي منبج، أصدر مكتب تجمُّع نساء زنوبيا، بياناً إلى الرأي العام، وصف خلاله الاستهداف الأخير للقياديّات بـ “العمل الجبان”.  

كما وخرجت أمس، تنظيمات نسويّة في مدينة القامشلي، بوقفة احتجاجية أمام مقرّ منظمة الأمم المتحدة، أُشير خلالها، إلى أنه “ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها تركيا النساء”، وفق ما ورد في بيان مجلس المرأة العام لحزب سوريا المستقبل.  

وتُطالب جميع الاحتجاجات المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، بعدم السّماح لتركيا؛ باختراق الأجواء الجويّة السوريّة والمضي في استهدافاتها.

إعداد وتحرير: رهف يوسف