الرقة – عبد اللطيف هلال – NPA
عملت بعض المؤسسات المدينة، على إعادة تأهيل حدائق مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، تمهيداً لفتح أبوابها أمام الزوار، بعد أن تعرضت أغلبها للتدمير خلال العمليات الحربية التي شهدتها المدينة خلال فترة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقامت المؤسسة السورية للتنمية المستدامة بعد تنسيقها مع مكتب المنظمات، التابع لمجلس الرقة المدني وبلدية الشعب في الرقة، بتأهيل حديقة الشهيد "جواد أنزور" الواقعة في القسم الغربي من المدينة.
وبعد إكمال عمليات الترميم تم افتتاحها رسمياً في الرابع من الشهر الحالي، بحلةٍ جديدة وطلة ذكّرت أهالي الرقة بحدائقهم قبل الحرب.
المدير المسؤول عن إعادة تأهيل الحديقة المهندس خالد العبو، تحدث لـ"نورث برس" عن أعمال التأهيل التي شهدتها الحديقة قائلاً "نسقنا بدايةً مع بلدية الشعب للبدء بمشروع تأهيل الحديقة لما لها من أهمية كبيرة لدى أهالي مدينة الرقة وأطفالهم".
وأوضح العبو أن مشروع إعادة تأهيل الحديقة بدأ في الرابع من شهر أيار/مايو الماضي وتم منحه مدة شهرين لإنجازه، لافتاً إلى أن عمليات التأهيل بدأت بإزالة الأعشاب الضارة والأشواك التي غطت أرضية الحديقة بشكل شبه كامل، وإزالة الأرضية القديمة وإعادة ترصيفها من جديد.
وأكد العبو أن تسع ورشات عملت لإنجاز عمليات التأهيل، سواء ورشات الدهان أو التبليط أو صيانة الكهرباء التي عملت على تجهيز /10/ أعمدة كهربائية وصيانتها ودهنها، لإضفاء نوعٍ من الجمالية على المكان.
كما شملت أعمال الصيانة تركيب وتجهيز/22/ مقعداً، منه ما هو مغطى بشبك حديدي والآخر عبارة عن مقاعد من الحجر الحلبي لإضفاء جمالية أكثر، كما تم تزويد الحديقة بست قطع من ألعاب الأطفال كالمراجيح وألعاب التسلق.
وبين المسؤول عن إعادة التأهيل أنه تم طلاء السور الخارجي للحديقة، وتزيينه برسومات جدارية للأطفال بألوان زاهية والابتعاد عن اللون الأسود "الذي أصبح لون الرهبة لدى الأطفال في الفترة السابقة"، مبيناً أنه عمل على رسم هذه اللوحات فنانون قدموا من مدينة عفرين "المحتلة" للمشاركة في إعادة البسمة لأهل الرقة وأطفالهم حسب قوله.
وخلال عمليات الصيانة تم استحداث خمس ساحات دائرية صغيرة للمشاة داخل الحديقة لم تكن موجودة سابقاً، الأمر الذي أضفى عليها مظهرا جميلاً.
تشهد الحديقة بعد افتتاحها ازدحاماً كبيراً من قبل أهالي المدينة وأطفالهم.
أيمن محمد (40 عاماً) من سكان حي النووي قال "نتمنى أن يتم تأهيل جميع حدائق الرقة؛ لأننا بحاجة ماسة لمكان نستطيع من خلاله أن نستنشق الهواء النظيف بعد سنوات عكرت صفو حياتنا".
يذكر أن حديقة جواد أنزور واحدة من تسع حدائق في الرقة كانت قد تعرضت للكثير من الدمار والتخريب والحرق وقطع للأشجار؛ نتيجة الأعمال الحربية في تلك المنطقة، كما تجدر الإشارة إلى أن الحديقة البيضاء تشهد حالياً أعمال صيانة أولية تُنبأ بأن القادم أفضل للحدائق في الرقة.