نزوح 90 في المئة من سكانها يحوِّل مدينة جسر الشغور لمدينة أشباح

إدلب – براء درويش – NPA
تسببت عمليات القصف الجوي المكثفة واليومية من سلاحي الجو السوري والروسي، على مناطق متفرقة من محافظة إدلب، في شمال غربي سوريا، بنزوح مئات آلاف الأشخاص نحو شمالي المحافظة ومناطق قريبة من الحدود السورية – التركية.
إحدى هذه المناطق هي مدينة جسر الشغور الواقعة في الريف الغربي لإدلب، والتي شهدت عمليات قصف مكثفة تسببت بتدمير عشرات المنازل والمحال التجارية والمرافق الحيوية والخدمية، من ضمنها المشفى الميداني الأخير في المدينة، الأمر الذي دفع السكان إلى النزوح بشكل كبير نحو المدينة، خشية معاودة التصعيد.
ورصدت "نورث برس" نزوح أكثر من /90%/ من سكان مدينة جسر الشغور، بسبب القصف المكثّف التي تتعرض له منذ حوالي عشرة أيام.
المدينة تحولت إلى مدينة أشباح نتيجة هذا التصعيد والنزوح الذي اتجه نحو شمال محافظة إدلب، نحو مخيمات النزوح وقرى وبلدات في ريف إدلب، حيث حول النزوح جسر الشغور إلى "مدينة أشباح"، وباتت شبه خاوية من السكان مع غياب تام للحياة فيها.
وقال سالم شيخ محمد، وهو من سكان المدينة الذين لم يخرجوا من المدينة بعد، إن الدمار لحق بكل الحارات، وجميع السكان نزحوا إلى المخيمات والقرى بريف الجسر، ولم يبق فيها إلا القليل.
فيما قال أبو محمد: "مدينة جسر الشغور أصبحت منكوبة، وأكثر من 90 بالمئة من سكانها نزحوا ومن ليس لديه القدرة بقي في المنطقة"، مشيراً إلى سوء الحالة الإنسانية في المنطقة.
أبو محمد عبر عن امتعاض السكان واستيائهم من الحالة الراهنة، مشدداً على عدم فاعلية نقاط المراقبة التركية المنتشرة في شمال غربي سوريا بالقول "هل وضعوا نقاط المراقبة التركية حتى تسجل تعداد الصواريخ المتساقطة على إدلب والمنطقة".
وتسببت الغارات الجوية على أحياء مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لمحافظة إدلب، بوقوع أضرار مادية جسيمة وخسائر بشرية، ما دفع بالمجلس المحلي في المدينة لإعلانها "مدينة منكومة".
وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة جسر الشغور اسماعيل حسناوي في حديث سابق لـ"نورث برس"، إن القصف تركز على أحياء السوق وأحياء أخرى سكنية، وعلى المشفى الوحيد في المدينة وريفها القريب.
كما تحدث كذلك عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في المدينة، وعن تحويل مصابين ومرضى من مشفى جسر الشغور إلى مشافي أخرى في المنطقة، فيما لم تقدم أية مساعدات إلى النازحين نحو شمالي إدلب على حد قوله.