مقاتلات كرديات.. ثناء أميركي لبطولاتهن واستهداف تركي لهن في القامشلي

القامشلي – نورث برس

أثنى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على الدور “البطولي” الذي تلعبه المقاتلات في صفوف قوات سوريا الديمقراطية في الحرب على “داعش”، وبعد الثناء بساعات استهدفت مُسيرة تركية قياديات في “قسد”، في حرب استعرت نارها من جديد.

ما القصة؟

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أمس السبت، فقدان ثلاث قياديات لحياتهن جراء استهداف مسيرة تركية لعربتهن، في مدخل مدينة القامشلي الشرقي، حيث توجد قاعدة عسكرية للتحالف الدولي.

وبين المستهدفات، قائدة وحدات مكافحة الإرهاب ضمن “قسد” وتعرف هذه القوة بأنها رأس الحربة في العمليات المشتركة بين “قسد” والتحالف الدولي ضد “داعش”.

وحمّلت “قسد” التحالف الدولي مسؤولية الاستهداف، وقالت في بيان رسمي: “أمام هجمات دولة الاحتلال التُّركيّ على مناطقنا؛ فإنَّ قوات التَّحالف الدّوليّ مسؤولة بذات القدر عن تلك الهجمات”.

وقبل الاستهداف بساعات، كتب التحالف الدولي على صفحة العزم الصلب الرسمية على فيس بوك “(..) دور بطولي لعبته ولاتزال تلعبه هؤلاء المقاتلات في المعركة ضد داعش، سنبقى متحدين وملتزمين من أجل شمال شرقي سوريا آمنٌ ومستقر.  نحن أقوى معاً”.

وأًرفق المنشور بعدة صور تظهر جنديات في التحالف الدولي ومقاتلات في “قسد”، يجلسن وسط زهور ملونة ويغطي اللون الأخضر الأرض.

مُسيرات تركية نشطة

صعدت تركيا من هجماتها المسيرة، بعد انتهاء قمة طهران والتي أجمع مراقبون على أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فشل فيها بالحصول على ضوء أخضر لشن عملية عسكرية جديدة ضمن الأراضي السورية وخاصة في تلك التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حليفة التحالف الدولي في الحرب على “داعش”.

وقبل استهداف القامشلي بـ 48 ساعة، استهدفت طائرة مسيرة تركية، سيارة كانت تقل عنصرين من قوات سوريا الديمقراطية، في كوباني، وقالت “قسد” حينها في بيان: “بعد الحادثة؛ وإلى الآن، لاتزال حركة الطائرات المُسيَّرة التُّركيّة مستمرّة في المنطقة، دون توقُّفٍ”.

لتستهدف بعدها مسيرة تركية موقعاً للجيش السوري، في قرية زور مغار بريف كوباني الغربي.

سلسلة الاستهدافات تأتي بعد أيام من انتهاء قمة طهران، والتي حضرها الرئيس التركي، إلى جانب نظيريه الروسي والإيراني، وأجمع نظراء أردوغان على أنه “يجب عدم المساس بالسيادة السورية”، في إشارة إلى رفض ضمني للعملية العسكرية التي تنوي انقرة إطلاقها.

ويقول وليد جولي، وهو مدير مكتب العلاقات في مركز الفرات للدراسات (مقره القامشلي)، إنه “تم التوافق في قمة طهران على الاستمرار التركي في ضرباتها الجوية لقوات سوريا الديمقراطية عبر الطائرات المسيرة مقابل رفض العملية العسكرية البرية”.

تواصل استخباراتي

من جانبه، يقول نيكولاس هاريس، وهو خبير أمني في معهد نيولاينز (مقره واشنطن)، إنه “لدى الولايات المتحدة قناة استخباراتية سرية مع تركيا، وتقوم الاستخبارات التركية باستغلال قناة التواصل السري هذه في شن هجمات بالطائرات المسيرة ضد أهداف في سوريا”.

ويرى أن واشنطن “تنظر إلى هذه الهجمات على أنها ثمن مقبول لمنع شن هجمة تركية واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية في سوريا”.

بالمقابل يعتبر جولي، أن الموقف الأميركي “من المفترض أن يكون صارماً ضد العمليات التركية خاصة في ظل استمرارية العمل المشترك ضد داعش، ولا فرق بين حرب برية أو جوية، فكلاهما تعيقان العمل ضد الإرهاب، وتفضيان إلى النتيجة نفسها، وهي حالات نزوح موسعة، عدم استقرار اقتصادي واجتماعي”، بحسب قوله.

إعداد وتحرير: هوشنك حسن