تصعيد عسكري في إدلب تزامناً مع توتر في الشمال السوري
إدلب – نورث برس
ترزح مناطق خفض التصعيد شمال غربي سوريا، تحت وطأة تصعيد عسكري وقصف متبادل بين طرفي الصراع في البلاد، تصاعدت حدته منذ مطلع تموز/ يوليو الجاري.
وأمس الجمعة، صعدت فصائل معارضة سورية والقوات التركية، قصفها على مواقع قوات الحكومة السورية في أرياف حماة وحلب واللاذقية وإدلب شمال غربي سوريا.
وجاء التصعيد في أعقاب قصف للطيران الحربي الروسي، استهدف منازل غرب إدلب، خلف سبعة قتلى بينهم أطفال، قرب قرية الجديدة بمنطقة جسر الشغور.
وأثار الاستهداف الروسي غضب الشارع في إدلب.
وطالب العشرات من سكانٍ ونازحين في مدينة إدلب، في احتجاج، الضامن التركي بالوفاء بوعوده وإعادة النازحين إلى مناطقهم بعد فتح جبهات مع قوات الحكومة السورية.
قصف غير مسبوق
في الطرف الآخر، استهدفت فصائل غرفة عمليات الفتح المبين بأكثر من مئة قذيفة مدفعية وصاروخية مواقع القوات الحكومية في مدينة السقيلبية وقرى “جورين، والبحصة، وناعور جورين، وفورو، والبركة، وعطيرة ونبل الخطيب بريف حماة الغربي”، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية نورث برس.
وأضافت المصادر، أن القصف طال أيضاً مواقع للقوات الحكومية في مدينة القرداحة وقرى وبلدات صلنفة وسلمى بريف اللاذقية الشمالي.
وأشارت المصادر إلى أن القوات التركية المتمركزة في قواعدها بريف إدلب، شاركت في قصف مواقع القوات الحكومية على محاور الدار الكبيرة وبسقلا ومعسكر جبالا جنوبي إدلب.
كما استهدفت فصائل “الفتح المبين” بعشرات القذائف، المدفعية والصاروخية، مواقع القوات الحكومية في مدن سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل وقرى داديخ وتل مرديخ وخان السبل والملاجة وكفربطيخ جنوب شرق إدلب.
وطال القصف مواقع أخرى في أورم الكبرى والفوج 46 وميزناز وعنجارة غرب حلب.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر عسكرية، لنورث برس، أن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية موقع للمعارضة في بلدة آفس شرقي إدلب، ومواقع في قريتي الموزرة والفطيرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب مخلفةً عدة إصابات.
ويعتبر هذا التصعيد هو الأول من نوعه منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا في آذار/مارس من العام 2020.
تصعيد بالشمال السوري
وزادت تركيا من حدة اعتداءاتها على مناطق في شمالي سوريا، وذلك بعد فشلها في الحصول على ضوء أخضر خلال قمة طهران التي عقدت الثلاثاء الماضي، لتنفيذ عملية عسكرية في المنطقة كانت تلمح بها من أكثر من شهر.
وقالت الرئاسة الإيرانية في البيان الختامي للقمة، إن “الرؤساء الثلاثة بحثوا الوضع على الأرض في سوريا، وأكدوا التزامهم الرّاسخ بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”.

وأمس الجمعة، فقد ثلاثة أشخاص حياتهم، جراء استهداف مسيرة تركية لسيارة في الريف الشرقي لمدينة القامشلي.
في حين كشف المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الخميس الماضي، عن فقدان عنصرين من قواته حياتهما، إثر استهداف طائرة تركية مسيرة، لهما، في كوباني، شمالي سوريا.
كما استهدفت مسيرة تركية أخرى، فجر الجمعة، موقعاً للجيش السوري في قرية زور مغار بريف كوباني الغربي.
وقال مصدر عسكري لنورث برس، إن “المسيرة التركية استهدفت بصاروخين الموقع، واقتصرت الأضرار على المادية دون وقوع خسائر بشرية”.
وفي العشرين من شهر أيار/ مايو الفائت، أسقطت قوات الجيش السوري، طائرة “درون” تركية، كانت تحوم فوق بلدة شيوخ بريف كوباني الغربي، حيث سقطت بالقرب من قرية زور مغار بريف كوباني الغربي.
ومؤخراً وبناء على التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد مناطق في الشمال السوري، تم التوصل لاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري، يسمح للأخير بالدخول إلى المنطقة.
وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي: ” قبلنا بتعريز نقاط الجيش السوري في كوباني ومنبج وكذلك مناطق حدودية لتقوم بمهمتها في حماية الحدود السورية وسنقوم بما يلزم لتجنيب الحرب على مناطقنا”.
وأضاف عبدي خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة الحسكة منتصف الشهر الجاري: “لا نرغب بالحرب ونسعى للحفاظ على خفض التصعيد ومحاولاتنا مستمرة في هذا المنحى”.
وتتعرض مدينة كوباني وريفها، بين الحين والآخر لاستهدافات من قبل القوات التركية رغم خضوع المنطقة لاتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019.