بالتزامن مع تهديداتها.. تركيا تخرق اتفاقية وقف إطلاق النار شمال الحسكة
تل تمر – نورث برس
واصلت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، خرق اتفاقية وقف إطلاق النار بقصف خطوط تماس في شمال شرقي سوريا، بينما شهدت المناطق الخاضعة لسيطرتها استمراراً للفلتان الأمني والانتهاكات، وذلك خلال الأسبوع الثالث من شهر تموز/ يوليو الجاري.
وذكرت مصادر عسكرية في مجلس تل تمر العسكري، لـنورث برس، في الرابع عشر من تموز/ يوليو الجاري، أن القوات التركية قصفت ريف بلدة تل تمر الغربي، شمال الحسكة، مستهدفة قرى “الكوزلية، وتل اللبن والطويلة” المأهولة بالسكان، مما أسفر عن أضرار مادية بالممتلكات.
كما قصفت القوات التركية في ذات اليوم، قرية صيدا ومحيط الطريق الدولي M4 ومركز ناحية عين عيسى، شمال الرقة، ما خلف أضراراً في منازل السكان الذين نزحوا عن ديارهم.
وعاودت القوات التركية في السادس عشر من هذا الشهر، قصف قرية الكوزلية بريف تل تمر، واقتصرت الأضرار على المادية.
وتتمركز القوات التركية على مشارف بلدات تل تمر وأبو راسين، شمال الحسكة، وطول الطريق الدولي وصولاً إلى بلدة عين عيسى، شمال الرقة، عقب اجتياحها لمنطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
فلتان أمني وانتهاكات
وعلى صعيد المناطق التي تخضع لسيطرة تركيا، تستمر حالة الفلتان الأمني والانتهاكات بحق سكان تلك المناطق من قبل الفصائل المسلحة.
وأسفر انفجار بعبوة ناسفة في عبارة حج وصفي ضمن سوق تجاري وسط مدينة سري كانيه، عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح بينهم طفلة ومسن، نقلوا على إثرها لمشافي المنطقة.
في حين، ذكر شهود عيان خلال الأسبوع الحالي، أن مسلحين من المعارضة اختطفوا شباناً من مدينتي القامشلي والحسكة أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا عبر مدينة سري كانيه.
وطالب المسلحون، ذوي المختطفين بدفع مبالغ مالية كبيرة تتراوح بين 3500 و15 ألف دولار أميركي، لقاء إطلاق سراح الشبان، وفي حال لم يدفعوا “سيتم قتل أبنائهم”، وفق شخص مقرب من عائلة أحد الشبان.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، حادثة مشابهة، إذ اختطف فصيل “شهداء البدر” الذي يسيطر على الريف الغربي لمدينة سري كانيه، بلال قرمو، وهو شاب من مدينة حلب، عندما حاول العبور إلى تركيا عبر سري كانيه.
وطالب مسلحو الفصيل، ذوي الشاب بدفع مبلغ مالي قدره 5 آلاف دولار أميركي، بعد أن سلبوه جواله ومبلغاً يقدر بألفي دولار كان بحوزته، بينما لا يزال الشاب يقبع في سجونهم لعدم دفع الفدية كاملة، وفق نشطاء.
وتشهد مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة في شمال شرقي سوريا، فلتاناً أمنياً وانتهاكات إنسانية بحق السكان دون رادع، في ظل الخلافات بين الفصائل على المسروقات وعمليات التهريب وبسط النفوذ.