سعر الأمبير على حاله في حلب رغم تحسُّن الكهرباء النظامية

حلب- نورث برس

يدفع أنس سرميني (36 عاماً)، وهو من سكان حي ميسلون بحلب، 60 ألف ليرة سورية، شهرياً ثمناً لواحد أمبير من كهرباء المولدة الكهربائية التي يشترك بها.

ويتّهم الرجل، وهو موظّف حكومي وأبٌ لأسرة مُكّونة من ثلاثة أطفال، أصحاب المولدات بأنهم يستغلُّون السكان بأسعار الأمبيرات وساعات التغذية.

ويشير،  أن الأمبير الواحد لايزال بـ 15 ألف ليرة أسبوعياً، مقابل مدّة تشغيل تتجاوز  8ساعات، “لكن ساعات التغذية لا تتعدّى أربع ساعات في اليوم”.

وبالرغم من تحسُّن التيار الكهربائي الحكومي، مع تأهيل المحطّة الحرارية شرقي حلب، وتشغيلها الجُزئي، حيث تصل الكهرباء النظامية بفترات زمنية تتجاوز الــ 4ساعات أثناء عمل المولدة، إلا أن أصحاب المولدات لم يُخفّضوا قيمة الاشتراك بكهرباء الأمبيرات.

وتعتمد غالبية أحياء مدينة حلب، على كهرباء الأمبيرات، إلى جانب الكهرباء النظامية التي كانت تشهد قبل تشغيل المحطّة الحرارية تقنيناً حاداً في ساعات التغذية.

 فيما تفتقر الأحياء الشرقية مثل الفردوس والسكّري والمرجة ومساكن هنانو والصالحين، للكهرباء النظامية بشكل كُلّي.

ويخشى الموظف، أن تكون زيادة ساعات تغذية الكهرباء النظامية حالة مؤقتة،  وهو ما يدفعه كما معظم المشتركين لعدم إلغاء اشتراكه في كهرباء الأمبيرات، وعدم التخلّص من التكاليف التي ترهقه، خوفاً من عودة التقنين الحادّ للكهرباء النظامية.

وبالمُحصّلة، يجد “سرميني”، نفسه بين نارين، “لا ندري هل نلغي الأمبير ونخاطر بالعودة لمرحلة التقنين القاسي بحال تغيّر برنامج المحطة الحرارية، أم نواصل دفع مبالغ شبه مهدورة لتجّار الأمبيرات دون وجود رقابة على أسعارهم”.

ولم يُنكر نايف علوزي(44 عاماً)، وهو صاحب مولّدة بحي الميدان بحلب، من وجود أصحاب بعض المولّدات الذين يعمدون للتلاعب بسعر الأمبير وساعات التغذية.

وحين سؤاله حول وضع مولّدته، أشار إلى أنه يُشغّل مولّدته حوالي 7 ساعات بفترات صباحية ومسائية أثناء انقطاع الكهرباء النظامية، وسعر الأمبير خفّضه من 13 ألف ليرة إلى عشرة آلاف ليرة أسبوعياً.

ويبدو من حديثه أنه غير راضٍ عن هذا الحال، وخاصة أنه يشتري ليتر المازوت من السوق الحرة بـ4500  ليرة، في ظلّ عدم حصوله على كامل مخصّصاته من الحكومة.

ويشير، إلى أن مولّدته تُنتج 600 أمبير، وتحتاج إلى50  ليتر من المازوت يومياً، باستثناء مصاريف زيت محرك المولّدة الذي يُستبدل بشكل دوري وأجور الصيانة والعمّال.

ولا يتوقع صاحب المولّدة أن يستمرّ التحسُّن في ساعات تغذية الكهرباء النظامية، والاستغناء عن المولّدات بالفترة القادمة وخاصة أن المحطة لم تُشغّل بطاقتها الكاملة بل عنفة واحدة، فضلاً عن نقص الفيول لتشغيلها.

وفي حي سليمان الحلبي بالمدينة، يجد غسان علوان(33 عاماً)، وهو اسم مستعار لشابّ، أن أسعار كهرباء الأمبيرات لا تتناسب مع دخل السكان وخاصة الموظفين منهم.

وعلى الرغم من أن الأمبير لا يزال حلاً جزئياً لمشكلة الطاقة الكهربائية في حلب، “لكنه يرهق طاقة جيوب السكان”.

إعداد: جورج سعادة- تحرير: سوزدار محمد