دمج الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس إقليم كردستان يُهدّد بتسرب 50 بالمئة منهم 

أربيل – نورث برس

قال رئيس اتحاد معلمي سوريا في إقليم كردستان العراق، حسن قاسم، الأربعاء، لنورث برس، إنّ حوالي 40 ألف طالب سوري يدرس في الإقليم، سيتسرّب منهم 50 بالمئة، في حال تطبيق مشروع الدمج.

وفي وقتٍ سابق، بحثت الأمم المتحدة مع وزارة التربية في إقليم كردستان العراق، مشروعاً لدمج الطلبة اللاجئين السوريين، في مدارس الإقليم الرسمية، الأمر الذي يعني أنهم سيدرسون باللغة الصُّورانيّة عوضاً عن العربية.

وأشار “قاسم”، إلى أنّ تطبيق القرار سيؤثّر على المُعلّمين، “سيخسر 1100 معلم سوري وظيفتهم، كونهم لا يتقنون اللغة الكردية الصّورانيّة “.

والصّورانيّة، هي احدى لهجات اللغة الكردية، وتعتبر اللغة الرسمية في إقليم كردستان العراق، وهي مختلفة عن اللغة التي يتحدّث بها الكُرد السوريين.

وداخل مدارسٍ في مُخيّمات اللجوء بالإقليم، يدرس الطلبة السوريين مناهج خاصّة بهم باللغة العربية، من قِبل مُعلّمين سوريين.

ووصف رئيس الاتحاد، عدم التشاوّر مع الجهات التعليمية السورية الموجودة في الإقليم، كاتحاد المعلمين السوريين أو المجلس الوطني الكردي،  بـ “تهميش الرأي”. 

وسيسري القرار في حال تطبيقه، على الطلبة السَّوريين اللاجئين، من الصف الأول وحتى الرابع، “إذ سينتقل هؤلاء للدراسة في مدارس الإقليم الرسمية، بمناهج صورانية”، وفقاً للمسؤول التربوي.

وفي حال قرّر الطالب السوري، العودة إلى سوريا، لن يستفيد من شهادته التعليمية شيئاً، كون الحكومة السورية لا تعترف بالمناهج الصّورانيّة كُليّاً، وفق “قاسم”.

وأشار “قاسم” إلى أن مناهج الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، تختلف عن المناهج العراقية، من حيث اللغة الكردية، ففي العراق صورانية، وفي سوريا كورمانجيّة، فضلاً عن اختلاف الحروف بين العربية واللاتينية.

وبهذا، لا تكّمُن المشكلة بالتعليم باللغة الكردية، إنما بوضع السوريين في الإقليم، باعتبار أنهم ما يزالون طالبي لجوء، وغير حاصلين على صفة اللاجئ، وبالتالي محرومون من الجنسية العراقية، وبالتالي “سيعودون لسوريا مهما طال الزمن”،  وفق رئيس اتحاد معلمي سوريا.

وبناءً على ما سبق، طالب “قاسم”، سلطات الإقليم بالتريُّث في تطبيق القرار، آملاً أن يستمرّ تعليم السوريين بمنهاجهم الساري منذ عام 2014.

ومنذ 2011، لجأت آلاف العوائل السورية، إلى إقليم كردستان العراق، ليواجه أبناؤها صعوبات تعليمية أبرزها “قلة المعلمين، الانتقال من المناهج الكردية إلى العربية وبالعكس”، إلى أن استقر الوضع بعد حوالي 4 سنوات، والتركيز على تعليمهم باللغة العربية.

واعتبر “قاسم” أن الأمم المتحدة “خذلت اللاجئين السوريين”، عندما تخلّت عنهم في 2019، وتركت الطلبة على قارعة الطريق، وأوقفت تمويل ملف التعليم الخاص بهم.

ويواجه الطالب السوري في الإقليم روتيناً شديداً في آلية جلب أوراقه الثبوتية من سوريا لإكمال تعليمه في مدارس الإقليم، بحسب تقرير سابق لنورث برس.

إعداد: سهى كامل – تحرير: رهف محمد