إدلب – براء درويش – NPA
تعاني قرية مرعند، الواقعة بريف جسر الشغور في الجزء الغربي من محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، من غياب كافة الخدمات والمساعدات ووسائل سبل العيش منذ أربع سنوات.
القرية التي كان يقطنها /1400/ نسمة، وتناقصوا إلى /900/ نسمة نتيجة الحرب الدائرة في المنطقة، لم يتمكن القائمون عليها من تقديم المساعدة، ويعود السبب لانعدام كافة وسائل الدعم والمساعدات المقدمة من قبل المنظمات أو أية جهة أخرى.
خط تماس
تقع القرية مع مجموعة من القرى الأخرى، على خطوط التماس بين مناطق نفوذ فصائل المعارضة المسلحة وقوات الحكومة السورية، إذ تعد قريبة من نقاط تمركز الحكومة في جبال اللاذقية، والتي تبتعد عنها حوالي /5/ كلم.
هذا القرب جعل القرية عرضة للقصف، ما سبب تدهوراً لأوضاعها خلال السنوات الماضية وقلل من تعداد سكانها.
التقت "نورث برس" مع عدد من الأهالي الذين لخصوا وضعها السيء, إذ قال بسام ياسين: "وضع القرية سيئ جداً، والعائلات فيها كلها فقيرة، والمجلس المحلي عاجز عن فعل شيء، فهو لا يتلقى الدعم، كما لا تدخل المنظمات إلى هنا".
محصول محترق
ياسين أضاف بأن القرية بحاجة ماسَّة للخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وتعليم، مشيراً إلى أن العائلات تعتمد في معيشتها على الزارعة مستدركاً " لكن احترقت كل المحاصيل نتيجة قصف النظام مستهدفة الأراضي، والعالم ساكت لا يتدخل لإيقاف ما يحدث بنا.
فيما بيَّن أيمن حاج حسن وهو رئيس المجلس المحلي في القرية أن وقوع القرية في مرمى نيران قوات الحكومة السورية، سهَّل عملية استهدافها بين الحين والآخر من قبل الأخيرة، الأمر الذي أدى لوقوع أضرار ودمار في القرية التي تحمل طابعاً جبلياً.
وتابع حاج حسن "لهذا السبب تمتنع المنظمات عن دخول القرية، كما تسبّب نقص الدعم وكثرة القصف بنزوح أعداد كبيرة من سكان القرية."
قرية منسية
حاج حسن أكد عجز المجلس عن تقديم المساعدات لأهالي القرية، رغم حاجتهم لكل مقومات الحياة الأساسية، واصفاً وضعهم الإنساني والمعيشي بـ"سيء للغاية."
ودعا كذلك الجهات الإغاثية والمنظمات إلى دخول "القرية المنسية" وفق تعبيره، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين سكان هذه القرية والتخفيف عن معاناتهم اليومية.
في حين قال المُسن حسون جعفر "نحن منقطعون عن كل شيء منذ أربع سنوات، ونعيش برعب القصف والطيران، فمن الممكن وأنت تمشي أو تعمل بأرضك أن تتعرض للقصف."
القرية المنسية هي واحدة من عشرات القرى التي تعاني من نقص الإغاثة وانعدامها، في ظل الظروف التي حولت إدلب ومحيطها لمنطقة قصف يومي وبخاصة مع التصعيد الكبير في الأسابيع الأخيرة.