حصاد محصول البطاطا في كوباني وتوقعات بزراعتها بعد نجاح تجربتها

كوباني- فتاح عيسى/جهاد نبو – NPA
بدأ المزارعون في ريف مدينة كوباني/عين العرب، شمال سوريا، بحصاد محصول البطاطا والتي تمت تجربتها لأول مرة بشكل علمي مدروس، وذلك بدعم من منظمة "كوباني للإغاثة والتنمية"، إحدى المنظمات المستقلة التي تعمل على دعم المشاريع التنموية في المقاطعة.
وكانت المنظمة قد قدمت للمزارعين وبشكل مجاني كافة المستلزمات الزراعية من بذور البطاطا أو ما تمسى بـ"درنات البطاطا" والأسمدة والمبيدات ومستلزمات الري إضافة إلى الإشراف والمتابعة، منذ بدء زراعة البذور وصولاً إلى مرحلة الإنتاج؛ بهدف تجربة زراعة البطاطا في المنطقة.
وأفاد المهندس الزراعي شيرزاد محمد، المشرف على المشاريع الزراعية في منظمة "كوباني للإغاثة والتنمية"، لـ "نورث برس" أنهم جربوا مشروع زراعة البطاطا في نحو/30/ قرية بريف كوباني، مشيراً إلى أن /55/ مزارعاً من أرياف كوباني الغربية والشرقية والجنوبية استفادوا من المشروع.
محمد أوضح أن الهدف من المشروع هو تشجيع زراعة البطاطا في منطقة كوباني، وتعليم المزارعين على شروط ومتطلبات وطرق زراعة هذه المادة، مشيراً إلى أن تجربة المشروع أثبتت أن التربة في المنطقة صالحة لزراعتها، وتعتبر زراعة ناجحة.
الجهة الداعمة
نُفذ المشروع بدعم مادي من الخارجية النرويجية عبر منظمة "NPA" (ان بي أيه) النرويجية، التي قدمت كمية/27/ طناً من بذور البطاطا (درنات البطاطا) من الصنف الهولندي، والتي وُزعت على المزارعين بكمية/500/ كغ لكل مزارع مطلع شهر آذار/مارس الفائت، من قبل منظمة "كوباني للإغاثة والتنمية" المحلية، والتي أشرفت على تنفيذ المشروع الذي استمر نحو أربعة أشهر.
وناشد محمد المزارعين في المنطقة بالعمل على زراعة البطاطا بأنفسهم؛ كونه مشروع مربح مادياً ويساهم في تأمين احتياجات المنطقة من المادة، مشيراً إلى أن زراعتها تنجح في نحو /70/بالمئة من الأراضي في كوباني في حال توفر المياه والتربة الحمراء، وخاصة في الريف الغربي.
إنتاج كل دونم زراعي وصل إلى أكثر من ثلاثة أطنان من البطاطا وسطياً، ويعتبر الإنتاج جيداً بحسب المهندسين والمزارعين.
توقعات الإنتاج
من جهته أوضح علي لطيف حسين (39 عاماً)  مزارع من قرية "قباجق صغير" بريف كوباني الشرقي وأحد المستفيدين من المشروع، أن تجربة زراعة البطاطا في كوباني نجحت على عكس ما يشاع، مشيراً إلى أنه يتوقع إنتاج أربعة أطنان من البطاطا للدونم الواحد لديه.
حسين أضاف أن تجربة المشروع شجعتهم على زراعة البطاطا مرة أخرى خلال الموسم الحالي وبشكل دائم كونه مشروع مربح، مشيراً إلى أن نجاح التجربة شجع مزارعين آخرين على زراعة البطاطا في أراضيهم.
وتباع بأن البطاطا المستوردة من خارج مناطق شمال شرقي سوريا يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد منها بين /150-175/ ليرة سورية (حوالي 25 سنت أمريكي).
إيجابيات وسلبيات
بدوره أوضح نضال مستو (49 عاماً) تاجر خضار في سوق الهال بكوباني، أن مشروع زراعة البطاطا له دور إيجابي في توفير احتياجات الأهالي من هذه المادة المرغوبة، لكن نوعيتها وجودتها أقل من التي تأتي من خارج المنطقة؛ والتي تصل لأسواق كوباني بشكل خاص من مدينة حماة السورية.
وأضاف مستو أن لون البطاطا المحلية قريب إلى الأبيض وحجم حبتها صغيرة نسبياً مقارنة بالمستوردة، مشيراً إلى أن سعر المستوردة منها يختلف حسب نوعيتها، ويتراوح بين175/-200 / ليرة سورية، فيما تتراوح أسعار المنتج محلياً بين /100 – 125/ ليرة سورية، مشيراً إلى أن زراعتها في المنطقة أثرت بشكل إيجابي على انخفاض أسعارها بشكل عام.
مستو تمنى تحسين نوعية وحجم البطاطا المحلية؛ لتأمين احتياجات المنطقة منها، ولتنافس الأسواق المحلية الأخرى في سوريا مستقبلاً، مشيراً إلى أن الأهالي يعتمدون بشكل رئيسي على مادة البطاطا في غذائهم وخاصة خلال فصل الشتاء.
وأوضح أن إنتاج مادة البطاطا في كوباني لا يزال قليلاً جداً، ولا يكفي حاجة المنطقة منها، ويجب زيادة المساحات المزروعة لتأمين احتياجات المنطقة بسعر مناسب للأهالي، وتصدير الكميات الفائضة إلى مناطق أخرى.
يذكر أنه كانت هناك تجارب خجولة من قبل المزارعين لزراعة البطاطا في ريف كوباني، ولكنها لم تصل إلى المستوى التي قامت بتنفيذها منظمة "كوباني للإغاثة والتنمية"، والتي شجعت المزارعين على تجربتها كون أغلبية احتياجات الزراعة تم تقديمها بشكل مجاني للمزارعين.