جمود أسواق السيارات بكوباني وتجارٌ ينتقلون إلى مدن أخرى للعمل
كوباني – نورث برس
يعود سليمان شيخ كيلو (57 عاماً) من سكان مدينة كوباني، شمالي سوريا، لمنزله، خالي الوفاض بعد جلوسه يوماً كاملاً في مكتبه لبيع السيارات، دون مرور أي زبون عليه بسبب جمود حركة البيع والشراء.
ويمتلك الخمسيني معرضاً لبيع السيارات في المدينة ويحاول تصريف السيارات المتواجدة لديه بخسارة تتفاوت بين ألف إلى ألفي دولار أميركي، “لكن رغم ذلك لا يوجد زبائن تشتري”.
ومنذ بدء التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في مناطق الشمال السوري، توقفت حركة بيع وشراء السيارات في كوباني بشكل شبه كلي، حيث لا يرغب السكان بالشراء بهدف ادخارهم المال لتحمل مصاريف النزوح من منازلهم.
يقول التاجر إن حركة البيع والشراء كانت جيدة قبل التهديدات التركية وكانوا يربحون مئة دولار أو خمسين دولاراً عند بيع أي سيارة، “ولكن حالياً لا يوجد في السوق سوى أصحاب المكاتب ولا أحد من السكان يسأل عن أسعار السيارات”.
ويشير إلى أن التهديدات أجبرت التجار وأصحاب المعارض على دفع مصاريف وإيجار المحال من رأس المال، بسبب توقف حركة العمل.
ومنذ ثمانية أشهر، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تهديده الأول، بشن عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا، وحتى هذا الشهر تتواصل تلك التهديدات بحسب ما تسنح الفرصة لأردوغان بالتحدث عنها، وحدد مؤخراً مدينتي تل رفعت ومنبج كأهداف للعملية.
وعلى وقع هذه التهديدات، اضطر أصحاب مكاتب بيع وشراء السيارات في كوباني إلى إغلاق مكاتبهم والتوجه إلى مدينة الرقة ومدن أخرى في الجزيرة بحثاً عن العمل.
وقبل نحو أربع سنوات، كانت المدينة تضم نحو 104 مكاتب لبيع وشراء السيارات، من بينها نحو 90 مكتباً مفعلاً، ولكن مع العمليات العسكرية التركية في سوريا وخاصة في عفرين وسري كانيه وتل أبيض انخفض العدد لحوالي 30 مكتباً، بحسب عاملين في هذا المجال.
وتقلص العدد إلى نحو عشرة مكاتب، بعد التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية جديدة، حيث توجه أصحابها إلى مدن أخرى للعمل فيها، بعد توقف العمل بشكل كامل في المدينة.

ومنذ أكثر من شهر لم يستطع عمر يوسف (44 عاماً) وهو صاحب مكتب بيع وشراء سيارات في كوباني، بيع أي سيارة في مكتبه، رغم العروض المخفضة التي يقدمها للزبائن.
ويشير “يوسف” إلى أنه قبل التهديدات الأخيرة كان كل مكتب يبيع ثلاث إلى أربع سيارات أسبوعياً، ولكن حالياً لا يبيعون واحدة.
ولم يتمكن صالح محمد (35 عاماً) وهو من سكان كوباني، من بيع سيارته حتى الآن، رغم أنه عرض بيعها منذ بدء التهديدات نظراً لحاجته للنقود.
ويقول “محمد” إن سعر سيارته سابقاً كان يتراوح بين أربعة إلى خمسة آلاف دولار أميركي، ولكن السعر انخفض بعد التهديدات التركية ليتراوح بين الثلاثة أو ثلاثة آلاف وخمسمئة دولار حالياً.