نازحون في مراكز الإيواء بالحسكة يشكون قلّة المساعدات الإغاثية
الحسكة – نورث برس
تبدو علامات التعب والإجهاد واضحة على مُحيّا سعاد اليوسف (47 عاماً)، وهي تتحدث عن صعوبة تدبُّر أمورهم المعيشية في مدرسةٍ بحي غويران بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا.
ولضيق الحالة المادية، اضطّرت النازحة التي تنحدر من قرية عنيكل الهوى، بريف سري كانيه (رأس العين)، إلى وضع بعض الألواح الخشبية وستائر من النايلون لتُشكّل غرفة لعائلتها في ممر المدرسة.
تقول “اليوسف”، التي نزحت من مسقط رأسها أثناء العملية العسكرية التركية ضد سري كانيه وتل أبيض عام 2019، “المياه نجلبها من جامع قريب من هنا، لا يتوفر في المدرسة لا مياه ولا خبز، جاءت الكثير من المنظّمات التي وعدتنا بتقديم الدّعم لنا ولم نجد شيئاً”.
ويشتكي النازحون في مراكز الإيواء بمدينة الحسكة، من قلة المساعدات المُقدّمة لهم من المنظّمات العاملة في المنطقة، ما تسبب بتفاقم وضعهم المعيشي وخاصة أن معظمهم يعجز عن شراء المواد من الأسواق.
تصفُ السيدة الأربعينية، التي تعيش برفقة سبعة من أفراد عائلتها، الدّعم المقدم لهم بأنه “قليل جداً”، إذ يحصلون على مواد غذائية ومنظّفات مرة كل شهر أو كل شهرين ولا تكفيهم كمياتها لأكثر من أسبوعين وخاصة أنهم يعتمدون عليها بشكلٍ رئيسي.
وتُعدّد “اليوسف”، ما تحصل عليه من الدعم، “يقدمون لنا ثمانية كيلوغرامات من الأرز وأربعة كيلوغرامات من العدس وأربع علب زيت وعلبتان من الشامبو وتسع قطع من الصابون وكيسين لدواء غسل الملابس وعلبة لسائل الجلي”.
وعام 2019، تسبب غزو تركيا بمشاركة فصائل المعارضة المسلّحة الموالية لها، على منطقتي سري كانيه وتل أبيض، بنزوح نحو 300 ألف شخص، وفق بيانات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، استقر معظم نازحي تل أبيض في مدينة الرقة وأريافها ومخيّم تل السمن، 40 كم شمالها.
بينما استقر قسم من نازحي سري كانيه في مخيّم “واشو كاني”، ومخيّم “سري كانيه” في الحسكة، إضافة إلى توزّع قسم منهم في مدارس الحسكة وريفها بالإضافة لمدارس في مدن أخرى، بينما سكن من يستطيعون تحمُّل تكاليف المعيشة في المدن والبلدات.

ويشاطر سالم المحمد (49 عاماً)، وهو نازح من قرية علوك بريف سري كانيه، النازحون في المدرسة الآنفة الذكر، المعاناة نفسها ويصف وضعهم، بــ “المأساوي”.
كرّر “المحمد”، أثناء حديثه لنورث برس، أكثر من مرّة؛ مناشدته للمنظّمات العاملة في المنطقة بضرورة تقديم الدّعم لهم والتخفيف من المأساة التي يعيشونها.
ويحدث هذا في ظلّ تجاهل مجلس الأمن الدولي لمناشدات مسؤولي الإدارة والنازحين، كي لا يتمّ إقصاء المنطقة من المساعدات الأممية، حيث مدّد المجلس قبل أيام تمديد آلية المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لستة أشهر إضافية مع بقاء معبر اليعربية (تل كوجر) مغلقاً.
وتشكو إيمان العبدالله، وهي نازحة من حارة العابرة بمدينة سري كانيه، هي الأخرى من قلّة المواد الغذائية المقدّمة لهم.
وتضيف “العبد الله”، التي تتألف عائلتها من أربعة أفراد، “عند توفُّر الغذاء نأكل وعند عدم توفّره فإن الله مع الصّابرين”، في إشارة منها إلى بقائهم أحياناً بدون وجبات كافية من الطعام.