مساجد وكنائس الرقة.. محاولات إعادة الإعمار بعد الدمار

الرقة – عبداللطيف الهلال – NPA
تعمل لجنة الشؤون الدينية التابعة لمجلس الرقة المدني على إعادة تأهيل المساجد والكنائس التي دمرت بشكل شبه كامل، خلال فترة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة، واتخاذ التنظيم من المعالم الدينية مراكز للتدريب وتخزين السلاح.
وتعرضت دور العبادة في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا للكثير من الدمار؛ فلم تفرق الحرب بين مسجد أو كنيسة، بل تعرضت معظمها للتدمير بشكل جزئي أو كلي.
واليوم تعمل لجنة الشؤون الدينية التابعة لمجلس الرقة المدني على إعادة تأهيل المساجد التي تدمرت بشكل شبه كامل، ومنها مساجد النور والشمطي والقدس والشراكسة.
علي نايف الشعيب رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في الرقة تحدث لـ "نورث برس" عن أوضاع دور العبادة في المدينة، مؤكداً أن الأعمال قائمة على إعادة تأهيل المساجد والكنائس وأنهم معنيون بكل دور العبادة على حد سواء.
 مشيراً إلى أن انعدام الدعم بالنسبة للكنيستين جعلهم يتوقفون بعد أن قاموا بإعداد دراسة عنهما.
ونفى الشعيب كل الأخبار التي تتحدث عن قدوم مانحين من أجل إعادة إعمار الكنيستين، قائلاً إنها "مجرد أحاديث شارع تنم عن مدى اهتمام أهل الرقة بالكنيستين وأمانيهم بترميمهما قريباً؛ ليشجع ذلك من عودة مسيحي الرقة إلى مدينتهم".
ودمر خلال الأعمال الحربية في مدينة الرقة، /28/ مسجداً حولها تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى مخازن ومستودعات للأسلحة والذخيرة، ومعسكرات لتجنيد الشباب في صفوفه، مخرجاً إياها من دورها في الوعظ والتوعية للمجتمع.
أما حال كنيستي "سيدة البشارة" و"القيامة" في المدينة لم يكن أفضل حالا من المساجد.
فقد تعرض كنيسة "سيدة البشارة" لدمار كلي بعد حفر التنظيم أنفاقاً تحتها، وجعلها مستودعاً كبيراً للذخيرة.
أما كنيسة "القيامة" والتي تسمى أيضاً بكنيسة "السيدة مريم" فقد تعرضت إبان سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة لعدد من عمليات السلب والنهب.
كما شهدت تحطيم الصليب الحديدي المرفوع فوقها؛ مما أثار حفيظة أهالي مدينة الرقة آنذاك، ودفعهم للخروج في مظاهرات؛ فواجههم التنظيم بالرصاص الحي.
إلا أن الأمر لم يقف عند تحطيم الصليب؛ فبعد إحكام التنظيم قبضته على المدينة حوَّل كنيسة القيامة إلى ما يسميه "المكتب الدعوي"؛ لاستقطاب الشباب للعمل معه ومناصرته.
وقام بطلائها باللون الأسود تأكيداً منه على حقبة جديدة بدأت في الرقة، ترسمت بداية بإلغاء دور الكنيسة وتهجير مسيحيي الرقة أو إجبارهم على دفع "الجزية" المقدرة بنحو/14/ غراماً من الذهب على كل فرد بالغ.
يذكر أن تاريخ بناء الكنائس في الرقة يعود إلى عام 559 م، على يد الإمبراطور الروماني "جوستنيان" الذي بنى كنيسة القديس "سيرجيوس" كنيسة السيدة مريم حالياً.