القامشلي – نورث برس
يواصل الجيش السوري تعزيز مواقع انتشاره في الشمال السوري، تزامناً مع تعزيزات للقوات التركية والفصائل الموالية لها، وذلك قبل يوم من القمة الثلاثية الروسية الإيرانية والتركية في العاصمة طهران، والتي ستبحث الملفّ السوري، والعملية العسكرية التركيّة على وجه الخصوص.
ومنذ أشهر، تُكرّر أنقرة تهديداتها بشنّ عمليةٍ عسكريةٍ جديدة في سوريا، وحدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مُؤخراً مدينتي تل رفعت ومنبج كأهدافٍ للعملية.
وأمس السبت، وصلت تعزيزات عسكرية للجيش السوريّ إلى مدينة منبج عن طريق معبر التايهة جنوب غربي المدينة.
وأفاد شاهد عيان، أن ستة حافلات تحمل ما يُقارب الـ٣٠٠ عنصر من القوات الحكومية، اتّجهت صوب خطوط التماس مع القوات التركيّة وفصائلها.
وتلا وصول الحافلات المُحمّلة بالجنود، وصول ست دباباتٍ مُحمّلة على شاحناتٍ برفقة طائرة مروحية.
وبعدها بساعات، استقدمت القوات الحكومية تعزيزات إلى قرب الشريط الحدودي مع تركيا بريف الدرباسية، شمالي الحسكة، بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” شبه الرسمية.
وتنظرُ وسائل إعلام مُقرّبة من الحكومة السورية، إلى تلك التعزيزات على أنها ستُوقف التصعيد والتهديدات التركية؛ خاصّة في ظلّ انتشارها على الشريط الحدودي.
وقبلها بيوم، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، إنهم قبلوا بتعزيز نقاط الجيش السوري في كوباني ومنبج وبعض المناطق الحدودية، لتقوم بمهمتها في حماية الحدود السورية بناءً على اتفاقية تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.
وفي العام 2019، انتشرت قوات الحكومة السورية، عقب عملية “نبع السلام” التي شنّتها القوات التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية.
بالمقابل، تدفع تركيا بالمزيد من القوات إلى داخل الأراضي السورية، وخاصة ريف حلب الشمالي والشرقي.
وفي الثامن من الشهر الجاري، رصدت نورث برس، دخول رتل عسكري تركي، من معبر الراعي بريف حلب الشمالي، باتجاه منطقة الباب التي تتوسط منبج وتل رفعت.
وقبلها بيومين، وصلت تعزيزات لفصيل السلطان مراد(من فصائل المعارضة الموالية لتركيا)، إلى منطقة حوار كلس على الحدود السورية – التركية، شمالي مدينة إعزاز.
وقال مصدر عسكري لنورث برس حينها، إن ” الرتل العسكري دخل حوار كلس لإجراء عملية عرض عسكري ومناورات في المنطقة، تجهيزاً للعملية العسكرية المرتقبة”.
إلا أن صحيفة “الوطن”، أشارت إلى أن موسكو ودمشق، عمدتا وعبر توسيع رقعة انتشار قواتهما على خطوط التماس مع الجيش التركي إلى “نزع فتيل التصعيد العسكري” الذي يتوعّد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإلى “تبديد ذرائعه الواهية بشنّ عدوانٍ لاقتطاع مناطق سوريّة جديدة إلى دائرة نفوذه”.
وتأتي هذه التحرُّكات، في ظلّ استعداد الوفود الروسية والتركية للسفر إلى طهران، التي تستضيف قمة رئاسية بين الدول الثلاث، لبحث الملف السوري، ويتخللها لقاء بين الرئيسين الروسي والتركي.
وتُشير معظم تصريحات المسؤولين، في طهران وأنقرة وموسكو، إلى أن الرؤساء سيناقشون بشكلٍ أساسيّ الملفّ السوري، في خطوةٍ سبق أن تكررت خلال السنوات الماضية، وكان آخرها في تموز/يوليو2020.
وقبل يومين، قالت صحيفة “صباح” التركية، إن “العملية العسكرية في سوريا هي الأكثر أهمية بين تركيا وإيران خلال القمة”.
وبينما يتزاحم الميدان، بالقوّة العسكرية السورية والتركية، تبقى عيون السوريين على طهران، التي تسعى أنقرة للوصول إلى تل رفعت ومنبج عبرها.