زراعة السويداء.. إنتاج لا يغطي التكاليف وغياب خطط الحكومة واستنزاف الطاقات

السويداء – NPA
يعاني مزارعو السويداء من عدم كفاية إنتاج المحاصيل في تأمين تكاليف الانتاج، مبدين شكاويهم من العجز عن تأمين الاحتياجات الأساسية لمنازلهم لولا المساعدة المادية المقدمة من ذويهم المغتربين.
إذ تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في محافظة السويداء بجنوبي سوريا نحو /555/ ألف هكتار، لتعد الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في المنطقة.
مساحات وإنتاج
يعمل في القطاع الزراعي حوالي /23%/ من سكان المحافظة البالغ عددهم نحو /800/ ألف نسمة، فيما تقدر نسبة الأراضي الزراعية بنحو /35%/ من مساحة المحافظة الكلية.
الاستثمار يقدر بـ /28.33%/  من مساحة الأراضي القابلة للزراعة، فيما تبلغ مساحة المروج والمراعي حوالي /37.87%/ من مساحة المحافظة، كما وصلت مساحة الأراضي الحراجية إلى /1.43%/ من المحافظة، وفق إحصائيات المكتب المركزي الحكومي للإحصاء.
تتصدر المحاصيل والفواكه وخاصة التفاحيات والكروم، وأنواع من الخضروات، ومنتجات الألبان والأجبان والدواجن، قائمة منتجات المحافظة، حيث تنتج السويداء من العنب /35079/ طناً بنسبة /12.85%/ من إجمالي الإنتاج السوري.
فيما يبلغ إنتاج التفاح /28103/ طناً من التفاح، بنسبة /10.03%/ من إجمالي الإنتاج السوري، بالإضافة لمحاصيل الإجاص والتين والزيتون والكرز والدراق.  
وتضم المحافظة عدة محاصيل من الحبوب والخضراوات، يتصدرها الحمص بنسبة /8.13%/ من الإنتاج السوري بالإضافة للجلبانة الحب والكرسنة الحب والبازلاء الخضراء، إضافة لإنتاج /2.92%/ من إنتاج سورية من الطماطم، و/2.01%/ من محصول البطيخ.
تكاليف وأعباء
أبو عماد نصر  مزارع من السويداء تحدث لـ"نورث برس"، عن أن مكانة الزراعة تكمن في اعتبارها كدخل رئيسي لكثير من السكان.
يقول أبو عماد إنه منذ سنوات يعتمد في تأمين حاجاتهم الأساسية على ما يرسله ابنهم المغترب، ويردف: "اليوم إنتاج المحاصيل لا يؤمن حتى تكاليف الإنتاج".
ويتابع: "أسعار الحراثة والرش والقطف تضاعفت عدة مرات، وفي نهاية الموسم الماضي رمينا جزء من المحصول في الأرض لأننا لم نجد سوق له" يضيف الفلاح بحرقة أن "الزراعة في السويداء تجبر الفلاحين على استخدام مبيدات حشرية بكميات كبيرة، الأمر الذي يرفع سمِّيتها، ما يضيع فرص تسويق المحاصيل خارج البلد".
وتقاسم مع عدد من المزارعين الآخرين الرؤية ذاتها في إيجاد ما وصفوه بـ"مشروع من الدولة لاعتماد المكافحة الحيوية، وإيجاد أسواق تصريف للمحاصيل الزراعية، ودعم إنشاء منشآت صناعات غذائية، لرفع القيمة المضافة لهذه المحاصيل".
ويلفت المزارعون الانتباه لقرب السويداء من العاصمة دمشق والمنفذ الحدود السوري مع لبنان والأردن.
صعوبة التسويق
تعاني الصناعات الغذائية في السويداء من ضعف بالغ، سواء من حيث عدد المنشآت أو من حيث القدرة الإنتاجية، ما يجعل المزارعين يعانون من صعوبات تسويق محاصيلهم الزراعية خاصة عقب عام 2011.
فيما لا تزال الصناعات التقليدية والتراثية تطغى على المحافظة ومن أهمها صناعة الزبيب والدبس والنبيذ والتين المجفف، في حين تعتبر أهم الصناعات الموجودة في المحافظة هي عصر وتكرير زيت الزيتون وإنتاج العصائر والمكثفات، وإنتاج الأعلاف والدقيق ومشتقاته.
بينما يبلغ معدل الأمطار السنوي ما بين /290/ ملم إلى /278/ ملم، ورغم ذلك تعاني المحافظة من شح المياه وبخاصة في فصل الصيف.
الريف الشرقي للسويداء يعد أكثر المناطق جفافاً واعتمدت طوال عقود على تجميع المياه السطحية، والتي لم تكن تفي الاحتياجات المحلية، حيث تعتبر السدود السطحية قليلة من حيث التخزين، إضافة إلى تأثير تغيرات المناخ وتراجع كمية الهطولات المطرية.
في حين تؤمن ميـاه الري والشـرب من الآبـار، فيما يتواجد في المحافظة /12/ سداً سطحياً تخزينياً وتبلغ الطاقة التخزينية لها بالحد الأعظمي /31/ مليون متر مكعب من المياه، وكلها مخصصة لمياه الشرب عدا سد سهوه بلاطة الذي يستخدم للري.
ويرى السكان والمزارعون بخاصة أن المحافظة بحاجة لخطط زراعية ومائية عاجلة للنهوض بالواقع الزراعي والذي سيدفع عجلة الصناعة للتطور من خلال خطط استثمار قبل استنزاف طاقات المحافظة.