صانعة الخبز

“كنا في وضعٍ مادي مُزري, في أحد الأيام لم يكن لدينا سوى إناء مملوء بالدقيق, رأيت كيف كانت حفيدتي تأكل الدقيق من شدة الجوع, حينها قررت أن ألجأ لمكانٍ عام وأبيع الفطائر والخبز”.

أمام إحدى الحدائق في الريف الشرقي لمدينة السويداء, وضعت أم باسل الخمسينية في العمر،  طاولة وصّاج وكومة من الحطب والأخشاب لتصنع ما يعرف لدى السوريين بـ “الخبز الصّاج” والفطائر للمارة.

بدأت “أم باسل” العمل منذ ما يقارب الثلاث سنوات بعد وفاة زوجها وعودتها من لبنان.

كلّ صباح تخرج السيدة لجمع الحطب والأخشاب من مكان ٍقريب من الحديقة وتحملهم إلى مكان عملها لتستمرّ بالعجن حتى وقت الغروب.

“أجمع الحطب والأخشاب بسبب عدم توفّر المحروقات، وإن وجدت فأسعارها عالية, ولا أستطيع الحصول على الغاز لأنه لا توجد أي جهة تُرخّص لي عملي وتُقدّم لي التسهيلات”.

تتولّى”أم باسل”، مهمة إعالة عائلتها فهي تعيش مع ابنتيها، واحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة وأخرى منفصلة عن زوجها ولديها طفلان.

لاقت أم باسل احتراماً وتقديراً من محيطها؛  كونها سيدة كبيرة بالعمر واستطاعت أن تتغلّب على العوائق وتُنشئ عملها الخاص بإمكانيات بسيطة.

“بعملي هذا لا أشعر بأني عالة على أحد، بل إني أُعيل عائلتي وأعمل للحفاظ عليها وهذا ما يمدُّني بالإصرار للمتابعة والتغلُّب على المعوقات بمختلف أنواعها “.

تصوير: عمر زين

إعداد النص: هلز عبد العزيز