مختص بالشأن التركي: قمة طهران لن تسمح لأنقرة بشن عملية عسكرية في سوريا
أربيل ـ نورث برس
استبعد باحث سياسي مختص بالشأن التركي، حصول تركيا على موافقة إيرانية وروسية لشن عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا، وذلك خلال القمة التي ستعقد في طهران.
والعاصمة الإيرانية طهران على موعد يوم غدٍ الثلاثاء، مع قمة روسية تركية إيرانية، في إطار تفاهمات آستانا، وستكون الأزمة السورية القضية الأهم على الطاولة الثلاثية، وسط توقعات بأن تواصل فيها تركيا مساعيها للحصول على الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية.
ويأتي جلوس قادة الدول الثلاثة، وهي تعتبر الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، بعد سلسلة من التهديدات أطلقها مسؤولون أتراك على مدار الفترة الفائتة، بشن عملية عسكرية في شمالي سوريا وتحديداً على تل رفعت ومنبج.
لكن المساعي التركية قد تصطدم برفض روسي وإيراني، في ظل الظروف الدولية الحالية، وفقاً لتحليل الباحث السياسي المختص بالشأن التركي، محمد ربيع الديهي.
وقال “الديهي” لنورث برس، إن “فكرة الاجتماع الثلاثي بين الدول الثلاث مؤثرة بشكل كبير على الأزمة السورية التي شهدت أكثر من تصنيف خلال اجتماعات أستانا وغيرها”، وقد تمكنت إلى حد ما من ترتيب مصالحها وسط التناقضات.
لكن في هذه المرحلة، يرى “الديهي” أن “تنفيذ عملية عسكرية تركية، بات أمراً في غاية الصعوبة لأسباب عديدة، أبرزها الأزمة الأوكرانية التي لم تكن في صالح تركيا حتى وإن حاولت الأخيرة استغلال الأزمة لتحقيق مصالح مزدوجة مع الغرب من جهة ومع روسيا من جهة أخرى”.
وفي ظل الحديث عن ابتعاد روسيا عن الساحة السورية “قليلاً” بسبب انشغالها بالحرب ضد أوكرانيا، يرى الباحث أن “دمشق على ما يبدو عززت الفراغ باتخاذ مواقف أشد وتيرة من السابق حيال فكرة شن عملية عسكرية تركية”.
والجمعة الفائت، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي أنه في ضوء مباحثات مع روسيا، انتشرت قوات حكومية سورية إضافية في مناطق تتعرض للتهديدات التركية.
ودعا عبدي موسكو وطهران إلى كبح جماح أنقرة، فيما اعتقد أن اجتماع طهران لن يسمح لتركيا بتنفيذ هجومها.
عوامل دولية
ويعتبر “الديهي” أن شن تركيا أي عملية عسكرية “ستكون محفوفة بالكثير من المخاطر لم تكن موجودة سابقاً، وهي أن الإدارة الأميركية الحالية ليست هي كما قبل أعوام”، حيث أنها (إدارة بايدن) تتمسك بالشرق الأوسط، على عكس إدارة ترامب الذي قلل حضوره في المنطقة.
وأضاف: “ناهيك عن أن الأمم المتحدة أدانت العمليات التركية السابقة، وقالت إنها ترقى إلى جرائم حرب، لن يقبل بادين أن تتكرر هكذا عملية، لأنه وفي هذه الفترة يشدد على التماسك في حلف الناتو الذي ربما قد يضربه تباين بالمواقف إزاء العملية كما فعلت فرنسا وهي أولى الدول المنددة بالعمليات التركية السابقة”.
وشدد الباحث على اعتقاده بأن القمة في طهران “لن تتكلل بالموافقة على عملية عسكرية بالمعنى الشامل كالتي حصلت في أعوام 2016 و2018 و2019. بل ربما سيكون ثمة نوع من التنسيق والتنظيم لأدوار سعياً لتهدئة الأزمة، كتلك الدوريات المشتركة مع روسيا على سبيل المثال في بعض مناطق شمال شرقي سوريا”.
تداخل قضايا أخرى
وأشار الباحث إلى قضايا جوهرية يتوقع أن تكون محاور أخرى مهمة في الاجتماع الثلاثي وهي تتعلق بالتعاون الثلاثي في مجال الطاقة، كنقطة جوهرية بالنسبة للدول الثلاث، ولا سيما أن ذلك يأتي بالتزامن مع قمة جدة التي أيضاً بحثت هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يجري الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين، زيارته إلى طهران اليوم الاثنين، أي قبل موعد القمة بيوم، وذلك لإجراء المباحثات الثنائية مع المسؤولين الإيرانيين.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن أردوغان سيجري مباحثات خاصة مع نظيره رئيسي ويشارك في اجتماع مجلس التعاون الأعلى بين إيران وتركيا، ثم عقد مؤتمر صحفي مشترك.
ويلي ذلك وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، لحضور الاجتماع الثلاثي مع نظيريه رئيسي وأردوغان، وهو ما يسمى بصيغة أستانا للاجتماعات الخاصة بالمحادثات المتعلقة بسوريا، كما سيعقد بوتين اجتماعاً منفصلاً مع نظيره التركي.
وقال “الديهي” إن “الطرفين الروسي والإيراني لا يجدان لهما مصلحة في قضم المزيد من الأراضي السورية من قبل تركيا”.