السويداء- نورث برس
يعتمد أحمد الحسين (34 عاماً)، وهو اسم مستعار لشابّ من بلدة الطيبة بريف السويداء، على صيد الأسماك في سدّ بلدته وبيعها كمردود ثانٍ، إذ أن عمله في البناء لا يؤمن له مردود جيد، كما أنه غير متوفّر دائماً.
ويقول الشابّ، إن الوضع المعيشي الصعب، وعدم توفّر فرص عمل ثابتة، دفعه للعمل في هذه المهنة إلى جانب عمله في البناء، حيث يساعده ذلك على تأمين احتياجات أسرته، بالإضافة لحبه وشغفه بهذه المهنة التي أضحت هوايته من جهة ومصدر رزقه من جهة أخرى.
ويعتمد أشخاصاً في السويداء على صيد الأسماك في السّدود السطحية، والمُجمّعات المائية المحيطة بها لإعالة أُسَرِهم.

وتضمُّ السويداء، عشرات السّدود السطحية والعديد من برك المياه المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة، أهمها وأكبرها سد الزلف شرقي السويداء، إضافة إلى سدود الروم وجوالين والعين والطيبة.
وتتأثر هذه السدود بالمناخ المطري العام في المحافظة، وتغذيها الوديان والينابيع المحلية والطبيعية.
وكانت مديرية الزراعة والثروة الحيوانية في السويداء، تقوم بوضع أسماك بيّاضة وبيوض وفراخ الأسماك بمختلف أنواعها في السدود، إضافة لوجود مسامك حكومية بالقرب من بعض السّدود، مثل مسمكة سدّ الروم التابعة للمديرية.
ومع بداية الحرب السورية، قلّصت المديرية من نشرالأسماك وبيوضها في السّدود، ليقوم سكان وصيّادون بشراء أسماك مُحسّنة ونشرها في السّدود لتنمو ومن ثم يتِمُّ اصطيادها وبيعها.
ويُعدُّ الصّيد بالصّنارة ذات الطُعم، من أكثر الوسائل المُعتمَدة في الصّيد، مع وجود قلة من الصّيادين يستخدمون الشباك لصيد كميات أكبر.
ويتراوح سعر كيلوغرام السمك بشكل وسطيّ ما بين 18 و34 ألف ليرة سورية، وذلك بحسب نوعها.
ويشهد شراء الأسماك المُنتجة من السّدود والمسامك؛ إقبالاً من سكانٍ في المحافظة، في ظلّ قلة الأسماك البحرية بسبب ارتفاع تكاليف النقل من الساحل السوري، إضافة لكثرة الحواجز والأتاوات المفروضة، وصعوبة التخزين في البرّادات نظراً لتردّي الواقع الكهربائي، وفقاً لصاحب محل لبيع الفروج والأسماك في سوق مدينة السويداء.
ويقول البائع، إن صيادي الأسماك يبيعون السمك “بأسعار قليلة مقارنة بالسمك السّاحلي وصيدهم طازج”.
وبحسب صيادين، فإنهم يعانون من مشكلة قلة المحروقات التي تُعيق تنقُّلهم ما بين السدود عبر آلياتهم، كما أن الطقس المتذبذب يُؤثّرعلى إنتاجية الأسماك والإباضة خصوصاً البرد القارس الذي كان في شهر آذار.
وعلى دراجته النارية، يقصد يزن العقبان(31 عاماً)، يومياً سدّ جوالين بريف السويداء الشرقي، ويقوم بنصب أكثر من صنّارة ومدّ شبكة في السّد ويبيت ليلته هناك، ليقوم صباح اليوم التالي بسحبها وجمع الأسماك العالقة فيها.
ويبيع الرجل وهو من سكان مدينة السويداء، السمك الذي اصطاده ليلاً لأصحاب محال بيع السمك واللحوم، “لأشتري حاجاتي وأسرتي”.