القهوة السورية تنال شهرة الشاي العراقي في أربيل

أربيل- نورث برس

حرص سوريون منذ بداية لجوئهم إلى إقليم كردستان العراق، على الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، ونقلها إلى المجتمع العراقي، منها عشقهم للقهوة، وتفنُّنهم في تحضيرها، فتحوَّل تحضيرها إلى مهنة في الأسواق الشعبية والسياحية .

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت آلاف العائلات السورية إلى إقليم كردستان العراق، ومعظمهم من مناطق شمال شرقي سوريا، لكن مع تردّي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، باتت المدينة وُجهةً لآلاف السوريين القادمين من العاصمة دمشق ومناطق الوسط والساحل، بحثاً عن حياةٍ أفضل.

والكثير من السوريين بدأوا بافتتاح مشاريع خاصة، كالمطاعم والمقاهي ومحال بيع القهوة السريعة والشاورما والفلافل وغيرها من الأعمال التي تشتهر بها مدنهم.

وتنتشر في أسواق مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، الكثير من المقاهي السوريّة المُتنقّلة والثابتة وهي تُقدّم للزبائن مختلف أنواع القهوة على طريقتها.

ورغم أن الشاي هو المشروب الأول في الإقليم، إلا أن السوريين استطاعوا أن يُضيفوا فنجان القهوة إلى صباح العراقيين، وجذبوهم لتذوّقه في المساء أيضاً، فبات العراقيون يطلبون القهوة السورية وتعرّفوا على أنواعها.

يُقدّم عبد الله محمود نابلسي، وهو صاحب مقهى سوري بالقرب من قلعة أربيل، مختلف أنواع القهوة سريعة التحضير، فيقول لنورث برس: “جئنا من حلب، اكتشفنا بعد فترة أن السُّكان هنا لا يشربون القهوة، فقررنا نقل عادتنا السورية وتراثنا وثقافتنا، وافتتحنا مقهى صغير لبيع القهوة”.

والمقهى الذي افتتحه “نابلسي”، يُعِدُّ أنواعاً كثيرة من القهوة، فيتم تحضيرها على الطريقة السورية، ومنها القهوة التركية والقهوة مع الشوكولا ومع الفستق وغيرها، وحرصوا على نقل الأجواء السورية التي ترافق تناول القهوة؛ وفي مقدمتها استخدام الدلّة العربية، ويتم تقديمها بفنجان على طبق مع كوب ماء، حسب الطريقة السورية.

أما مجد طالب، وهو شابٌّ سوري من مدينة حلب، قرّر افتتاح مقهى  في حي الإسكان بمدينة أربيل، ويقول، لنورث برس: “نحن السوريون نحب شرب القهوة في الصباح، وبعد القيلولة، وعندما يأتينا ضيف نحتسيها معاً، هذا ما أردنا نقله إلى أربيل”.

ويضيف، “لقد وضعنا فنجان القهوة السورية جنباً إلى جنب مع كأس الشاي العراقي”.

ولتعريف العراقيين بالأجواء السورية الصباحية، يحرص “طالب” على تشغيل أغاني فيروز، أثناء تحضيره القهوة، ويقول: “بات العراقيون يعرفون أن فنجان القهوة السوري الصباحي لابدّ أن يُرافقه صوت السيدة فيروز”.

ولاقت القهوة السورية، إقبالاً من السُّكان في أربيل، وباتوا يأتون لتناولها.

 ويقول، ريدار محمود، وهو شابٌّ عراقي من إقليم كردستان العراق، إنه “مع قدوم السوريين أصبحنا نحبُّ تناول القهوة، وقبلها كان الشاي هو مشروبنا المُفضّل”.

إعداد: سهى كامل- تحرير: هوزان زبير