ما احتمالية اصطدام الجيشين السوري والتركي في الشمال السوري؟
القامشلي ـ نورث برس
تسود حالة من الترقب لعملية عسكرية هددت بها تركيا لمناطق في شمالي سوريا، يجري حالياً تحديد توقيتها وأهدافها، ويتزامن ذلك مع تحشيدات من الأطراف المتواجدة على الأرض، وبالأخص الجيش السوري، الذي يواصل، منذ أكثر من شهر تقريباً، إرسال تعزيزات عسكرية للشمال السوري، بالمقابل يزيد الجيش التركي من قواته العسكرية إضافة لفصائل المعارضة الموالية له في المنطقة. وهنا يظهر للعلن سؤال مفاده، ما مدى احتمالية اصطدام الجيشين السوري والتركي في الشمال السوري؟.
منذ ثمانية أشهر، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تهديده الأول، بشن عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا، وحتى هذا الشهر تتواصل تلك التهديدات بحسب ما تسنح الفرصة لأردوغان بالتحدث عنها، وحدد مؤخراً مدينتي تل رفعت ومنبج كأهداف للعملية.
تهديدات أردوغان، خلطت الأوراق في الشمال السوري، ووحدت وجهات النظر بين مجلس سوريا الديمقراطية والحكومة السورية.
وتقاربت التصريحات الرسمية بين كل من مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” والحكومة السّورية حول وحدة وسيادة الأراضي السّوريّة.
والجمعة الماضي، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي في مؤتمر صحفي، إنهم “قبلوا بتعريز نقاط الجيش السوري في كوباني ومنبج وكذلك مناطق حدودية لتقوم بمهمتها في حماية الحدود السورية وسنقوم بما يلزم لتجنيب الحرب على مناطقنا”.
وقال عبدي: “لن نكون وحدنا في هذه المعركة (…) الجيش السوري مستعد لها أيضاً”.
وأرسلت الحكومة السورية تعزيزات في إطار التفاهمات الأخيرة بين مجلس سوريا الديمقراطية والحكومة السورية وبضمانة روسية لنشر قوات حكومية على طول خطوط الجبهة الممتدة من قرية الهوشرية شمال شرقي منبج وصولاً إلى ناحية العريمة غربي مدينة منبج.
وفي الوقت ذاته، كانت تركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس، وبداية هذا الشهر، دخل رتل عسكري تركي، من معبر الراعي في ريف حلب الشمالي، متجهاً إلى مدينة الباب شرق حلب، إضافة لتحشيدات تقوم بها فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا في المنطقة.
وفي ظل التعزيزات بين الطرفين، تعرض مركز الأمن العسكري في تل رفعت، بريف حلب الشمالي، بداية هذا الشهر، للاستهداف من طائرة مسيرة تركية، الأمر الذي أدى لإصابة اثنين من قوات الحكومة، وردت الأخيرة باستهداف نقاط القصف التركي.
والشهر الماضي، استهدفت القوات التركية وفصائل المعارضة المولية لها، نقاط تمركز قوات الحكومة السورية وقوات مجلس تل تمر العسكري، بريف بلدة تل تمر شمال الحسكة.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، أصيب عنصران في قوات الحكومة باستهداف طائرة مسيرة تركية لنقطة عسكرية للجيش السوري في محيط بلدة تل رفعت، بريف حلب الشمالي.
هذه الأحداث والتطورات تشي باحتمالية التصادم بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، والجيش التركي والفصائل المسلحة من جهة أخرى، خصوصاً مع حديث الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، حول أنه “إذا كان هناك غزو فستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى”.
وأضاف الأسد: “وعندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة، سنفعل هذا الشيء”.
وأشار حينها إلى أنه “منذ عامين ونصف العام حصل صدام بين الجيشين السوري والتركي، وتمكّن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية”. وأضاف: “سيكون الوضع نفسه بحسب ما تسمح به الإمكانات العسكرية”.