القامشلي – ريم شمعون – NPA
في السنوات العشر الأخيرة بدأت الجمعيات، والمنظمات والأحزاب السريانية بافتتاح مدارس صيفية خاصة لتعليم اللغة السريانية وقواعدها.
ومن هذه المدارس مدرسة "زالين"، التي أقامتها لجنة المرأة الآثورية بالتعاون مع الجمعية الآثورية للإعانة والتنمية، في الخامس من شهر حزيران الماضي.
تقول سميرة عيسى مديرة مدرسة زالين لـ"نورث برس" أن هذه المدارس تعنى بتدريس اللغة السريانية قومياً أكثر منه دينيا، إلى جانب تعليم التاريخ السرياني والمواد التي من شأنها تطوير وتنمية مواهب الطفل، كالرسم والأعمال اليدوية والأغاني السريانية التراثية، على مدى شهرين كاملين.
لأهداف
وأشارت عيسى إلى أن المدرسة "بدأت منذ خمس سنين في مقر المنظمة؛ لعدم وجود مكان خاص لها، واستمرت لمدة سنتين في نفس المكان لحين تأمين مركز جيد ومخدم".
وعن أهداف المدرسة أوضحت مديرتها، أن الهدف الأساسي هو احتواء أبناء الشعب المسيحي بجميع طوائفه – السريان والاشوريين والكلدان- خلال شهور الصيف، والذين تتراوح أعمارهم بين الـ/15-5/ سنة، "واستغلال أوقات فراغهم بأمور تعود عليهم وعلى الشعب السرياني بالفائدة".
كما أكدت المديرة أن أعداد الطلاب في تزايد مستمر، لأن سمعة المدرسة بدأت بالانتشار مؤخراً "والأهالي وجدوا فيها المكان المناسب الذي يأتمنون فيه على أطفالهم أثناء وجودهم خارج المنزل او في وظائفهم".
قدم لغات العالم
وتعد اللغة السريانية إحدى أقدم لغات العالم وتُعتبر مدينة القامشلي من أشهر المدن السورية التي حافظت عليها، ولازال السريان فيها يتحدثون بها كونها لغتهم الأم.
وحول المنهاج المتبع في هذه المدرسة أوضحت عيسى أن المادة الأساسية التي يتم تعليمها هي اللغة السريانية، التي تُدرس في الكنائس والمدارس الخاصة التابعة للطائفة أيضاً. إضافة إلى توضيح وشرح تاريخ الشعب السرياني الذي لا يتم تسليط الضوء عليه في المنهاج العام للمدارس، إلى جانب المواد الترفيهية كالأعمال اليدوية والتي تشرف عليها معلمة خاصة بالفنون.
وأضافت عيسى أن المدرسة تقيم في نهاية العام الدراسي معرضاً خاصاً بأعمال الطلاب، إضافة إلى تحضير حفل ختامي، يتم فيه تكريم الأوائل في المدرسة، والمتفوقين في الشهادتين الإعدادية والثانوية من شبيبة المنظمة الآشورية الديمقراطية، مبينةً أن المدرسة تدرب الأطفال أيضاً على الغناء السرياني باللهجتين الشرقية والغربية.
وعن آلية التدريس في المدرسة، أوضحت عيسى، أن فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثامنة لهم معلمة خاصة تقوم بتعليمهم جميع المواد، وتقوم بالتنسيق مع معلمات الفئة الأكبر للتحضير أسبوعياً لنشاطات خاصة بالطلاب جميعهم، مبينة أن هذه النشاطات تقسم لداخلية وخارجية، حيث يتم قسم منها في مقر المدرسة والأخرى تتم في القرى المجاورة لمدينة القامشلي، وتضم الألعاب والمسابقات التثقيفية والترفيهية، ورحلات الاستكشاف والتوعية والمسابح.
يذكر ان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، فتحت من خلال المؤسسات التابعة لها مدارس صيفية خاصة لتعليم اللغة السريانية وقواعدها، والصلوات الخاصة بالأعياد والمناسبات الكنسية، منذ حوالي خمسين سنة.