في رحلة بايدن.. حل قضية تيران وفتح الأجواء مع إسرائيل

أربيل- نورث برس

ظهر للعلن أبرز ما حققه بادين في جولته إلى إسرائيل والسعودية لترتيب علاقات جديدة وتعزيز ما هو موجود أصلاً، وهو عدم ترك فراغ للخصوم في الشرق الأوسط و بالتالي بناء تقارب سعودي- إسرائيلي عززته حل قضية جزيرتين في العقبة وفتح المجال الجوي أمام إسرائيل.

وفي إعلان حاسم لقضية كانت مثيرة للجدل بين كل من السعودية ومصر وإسرائيل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمة خلال زيارته إلى السعودية، أنّ قوة حفظ السلام ستُغادر بحلول نهاية العام الحالي جزيرة تيران في البحر الأحمر، وذلك بعد تمركز دام قرابة أربعة عقود من الزمن.

وفيما حُدد الجدول الزمني للانسحاب في نهاية العام، وفق ما أعلنه البيت الأبيض، يبقى إعلان هيمنة السعودية على جزيرتي تيران وصنافير مرهون بموافقة إسرائيل، باعتبارهما جزء من اتّفاقات سلام مبرمة مع مصر.

وهذا ما يبدو أنه حصل خلال مباحثات بايدن مع تل أبيب والرياض.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن، “رحب بهذا الترتيب الذي تمّ التفاوض عليه على مدى أشهر عدّة وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل”.

جدل تاريخي

وموافقة إسرائيل تعني أن السعوديّة وافقت على الالتزام بأخذ المصالح الأميركية والإسرائيلية في عين الاعتبار، حيث تشكل الجزيرتان مضيق تيران الذي يسمح بالوصول إلى ميناءي إيلات الإسرائيلي والعقبة الأردني من البحر الأحمر.

واشتعلت شرارة الحرب العربيّة – الإسرائيليّة في 1967، عندما أعلنت مصر نشر قوّاتها فيهما وإغلاق مضيق تيران واستعادتها عام 1982، بعد أن كانت بيد إسرائيل في خمسينات القرن الفائت.

وانتقلت القضية بعدها إلى ما بين القاهرة والرياض حين أعلنتا في الثامن من نيسان/أبريل 2016 عن اتّفاقيّة لترسيم الحدود نصّت على انتقال تبعيّة تيران وصنافير إلى السعوديّة.

مؤشرات نحو التطبيع

وخطوة انتقال الجزيرتَين إلى السعوديّة، تعد بنظر المحللين، مؤشر على انفتاح بين إسرائيل والسعودية في اتّجاه تطبيع العلاقات بين البلدين.

أما المؤشر الآخر، هو ما رحب به بايدن أيضاً يوم أمس، في ما يخص فتح المجال الجوي السعودي أمام إسرائيل.

وذكرت الهيئة العامة للطيران المدني، أن السعودية قررت فتح مجالها الجوي أمام جميع الناقلات التي “تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء” بموجب المعايير الدولية التي “تقتضي عدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية الدولية”.

وعدّ الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إنه أول رئيس أميركي يطير من إسرائيل إلى جدة، القرار بمثابة “خطوة مهمة نحو بناء شرق أوسط أكثر تكاملاً واستقراراً”.

ورغم أن السعودية لا تعترف بإسرائيل، ولم تذكر شيئاً بخصوص تطورات ثنائية محتملة خلال زيارة بايدن، قال الرئيس الأميركي إن “قرار السعودية بخصوص فتح المجال الجوي قد يساعد في بناء زخم تجاه اندماج إسرائيل في المنطقة بصورة أكبر، بما في ذلك مع السعودية”.

قضايا دولية

إلى جانب ما رتبه بايدن من تمهيد لعلاقات بين الدولة الخليجية وإسرائيل، فقد بحث جملة من القضايا كان من المتوقع أن تكون في أولوياته خلال الزيارة إلى إسرائيل والسعودية.

وأجرى بادين لقاء مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان في قصر السلام في جدة، أمس الجمعة، و قال إنه تم إحراز تقدم كبير على صعيد القضايا الأمنية والاقتصادية.

وقال بايدن في مؤتمر صحافي، إنه ناقش مع المسؤولين السعوديين احتياجات الرياض الدفاعية بوجه التهديدات في المنطقة، في إشارة إلى مساعي كبح جماح إيران.

 وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة، لن تترك فراغاً في الشرق الأوسط لتملأه روسيا أو الصين، وهما الدولتان، في منظور الزعامات الغربية، “الأكثر خطراً” أمام مصالحهم، لاسيما أن إحدى أهم المحاور التي وضعها بادين في أجندته هو “توفير أمن الطاقة العالمية وإمدادات النفط العالمية”، المتأثرة بفعل الحرب الروسية في أوكرانيا.

وفي تصريح “خجول” على خلاف الشدة التي كان يعتمدها بايدن في مسألة حقوق الإنسان بعد مقتل خاشقجي، قال إنه “بحث في لقاءاته مع المسؤولين السعوديين ملف حقوق الإنسان”.

إعداد وتحرير: هوزان زبير