مستخدمو شبكة “آرسيل” في القامشلي: الشركة لم تُثبت نجاحها
القامشلي – نورث برس
اضطرّ عبيد المحمد (32 عاماً)، وهو بائع للأقمشة والألبسة في السوق الرئيسي بمدينة القامشلي، لإيقاف خط “آرسيل” الذي اشتراه منذ حوالي عام، نظراً لارتفاع أسعار بطاقات الشحن وبطء شبكة الانترنت وغيابها تماماً في بعض الأماكن.
و”آرسيل”، هي شركة خاصّة توفر خدمات الإنترنت بتقنية 4G وهي مُرخصّة من قبل الإدارة الذاتية لتوزيع الإنترنت في مناطق شمال شرقي سوريا، حيث بدأ تأسيسها منتصف عام 2017، لتبدأ خدماتها بشكل رسمي بداية عام 2019.
وتعتمد الشركة على بث خدمة الإنترنت عن طريق أبراج موزّعة على عدد من المدن والبلدات في الجزيرة، وذلك من خلال شرائح خاصة يتم وضعها في الهواتف المحمولة، وتكون مُعرّفة على تلك الأبراج.
ولكن مع مرور نحو ثلاث سنواتٍ ونصف على بدء الشركة بطرح خدماتها في مناطق الجزيرة، يشتكي المستخدمون من سوء الشبكة وضعفها وغلاء أسعار بطاقات الشحن والرصيد الذي يتم استخدامه.

وأمام هذا الحال، يعتمد “المحمد”، بشكل رئيسي على شبكة “الواي فاي”، إذ يشتري الباقات الشهرية للإنترنت بسعر 5 آلاف ليرة سورية، فضلاً عن الاعتماد على خط “سيريتل”، عبر تفعيل عروض شهرية بأسعار “مناسبة”.
أماباقة الآرسيل، فتُكلّف 10 آلاف ليرة لكل 10 غيغا بايت، إضافة لعدم وجود عروض للاستفادة من خدمات الشبكة وجذب المستخدمين, فضلاً عن أنها لا تتوفر خارج المدن وبعض الأحياء، وفقاً لمستخدمي هذه الشبكة.
ويرى “المحمد”، أن عدم وجود منافس للشركة وباعتبارها الوحيدة في المنطقة، دفع بالقائمين عليها “للتحكُّم بالسعر”، ففي حال توفرت عدة شبكات من الإنترنت سيكون هناك عروض مناسبة لكل المستخدمين، بحسب قوله.
وخلال العام الما ضي، توسّعت “آرسيل” وباتت تُغطّي أجزاء واسعة من مناطق شمال شرقي سوريا، من ديرك وصولاً لمنبج والرقة، لكنها حتى الآن تنعدم خارج المدن في غالبية المناطق.
ودعا عددٌ من مستخدمي بطاقات “آرسيل”، على شبكات التواصل الاجتماعي خلال فتراتٍ ماضية إلى مقاطعة الشركة والبحث عن خدمات بديلة للإنترنت.
وتتزامن انتقادات المشتركين مع تدهور الوضع المعيشي في سوريا عموماً، لاسيما مع المزيد من انهيار قيمة الليرة السورية أمام السلع والعملات الأجنبية خلال الفترة الماضية.
ويَعِد المستخدمون، حسين بادلي، مدير قسم المبيعات في شركة “آرسيل”، بتحسين الشبكة في كامل المناطق, بالإضافة إلى توفير خدمة الاتصال لمشتركيها وخدمات جديدة تتناسب مع “حاجة واهتمام المجتمع”.
ولم يُنكر “بادلي”، ورود شكاوي إليهم وخاصة من المستخدمين في السوق المركزي بالقامشلي والحسكة بسبب ضعف الشبكة.
ولكنه يشير إلى الفريق التقنيّ بالشركة؛ بأنه قام بوضع “أبراج إضافية وإصلاح المشكلة على الفور”.
ويؤكد لنورث برس، أنه هناك دائماً فريق في الخدمة لإصلاح أي مشكلة ومراقبة أي عطل قد يحدث بشكل مفاجىء وخاصة فيما يتعلق بضعف الشبكة، حيث يتم وضع أبراج إضافية في المناطق التي تعاني من هذه المشكلة.
لكن ذلك لا يلقى صدى إيجابياً لدى المستخدمين الذين يؤكدون بدورهم أن مشكلة ضعف الشبكة ما زالت قائمة.
ويعتمد محمد حسين، هو الآخر على شبكة “الواي فاي” بشكل رئيسي نظراً “لسرعتها وجودتها” في المنطقة التي يسكن فيها.
ويُشير”حسين”، وهو من سكان القامشلي إلى أنه كان على وشك شراء خط “آرسيل”، ولكن تجربة شقيقه ومعاناته مع الشبكة منعته من ذلك.
ويصف لؤي سليم (38 عاماً)، من سكان حي الموظفين بمدينة القامشلي، سرعة شبكة “آرسيل” بأنها “صفر”، في إشارة منه إلى انعدامها في معظم الأوقات.
ويعتمد هو الآخر على شبكة “الواي فاي”، وتفعيل باقات خط “سيريتل”.
ويأمل الثلاثيني، الذي يعمل في محل لبيع ألعاب الأطفال في السوق الرئيسي بالقامشلي، بأن تتحسّن شبكة الـ”آرسيل”، إذ أنه يرغب بشراء خط، ليستفيد منه أينما وجد.