استمرار الفوضى والفلتان الأمني في مناطق سيطرة القوات التركية شمال شرقي سوريا

تل تمر – نورث برس

شهدت منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض الخاضعتان لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية له، بشمال شرقي سوريا، خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، حالة الفوضى والفلتان الأمني بسبب تصاعد الخلافات على عمليات التهريب وبسط النفوذ.

وتسيطر القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة على منطقتي سري كانيه وتل أبيض منذ أواخر 2019، إثر هجوم تسبب بنزوح نحو 300 ألف شخص، وفق تقارير حقوقية.

قصف

وفي الأسبوع الثاني من شهر تموز/ يوليو الجاري، قصفت القوات التركية ريف بلدة تل تمر مرتين بالأسلحة الثقيلة، في خرق جديد لاتفاقية وقف إطلاق النار التي أبرمتها تركيا مع الجانبين الروسي والأميركي نهاية عام 2019.

وفي السابع من تموز/يوليو، قصفت القوات التركية بالأسلحة الثقيلة قريتي الطويلة والكوزلية الآهلتين بالسكان غربي بلدة تل تمر، ما أدى إلى لحركة نزوح بين السكان.

وبعدها بيومين، شهدت قريتي الكوزلية وتل اللبن المجاورة غربي تل تمر، قصفاً مماثلاً أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.

ويأتي القصف التركي هذه، في ظل تهديدات رئيسها، رجب طيب أردوغان، المتكررة لمناطق شمال شرقي سوريا باجتياح جديد.

خلافات واقتتال

إلى ذلك، باتت الفوضى والفلتان الأمني السمة البارزة التي تطغى على مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية له.

وفي الثامن من تموز/يوليو، اندلعت اشتباكات قوية بين مجموعتين من فرقة الحمزة التابعة لفصائل المعارضة المسلحة في مدينة سري كانيه، استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة.

ويعود سبب الاشتباكات إلى الخلافات بين قادة الفصيل المتناحر، ومحاولة إحدى المجموعات الانشقاق عنها، وفق ما أفاد مصدر محلي لنورث برس.

وأسفر الاشتباكات عن قتلى وجرحى من الطرفين، كما أصيب عدد من عناصر الشرطة العسكرية الذين حاولوا التدخل لفض النزاع، نقل بعضهم إلى الأراضي التركية، لخطورة إصاباتهم.

وفي الأثناء، أصيب طفلان أتراك بجروح في مدينة جيلان بينار في الطرف الموازي للحدود، أثناء نومهم فوق أسطح منازلهم، برصاص المسلحين جراء الاقتتال.

وتكرار الاشتباكات، وانعدام الأمن وانتشار الجريمة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، أغضبت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين مناطق ‘‘نبع السلام’’ التسمية التي تطلقها تركيا على مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا، إلى ‘‘نبع الإرهاب’’، بينما ذهب آخرون إلى نعتهم بالمجرمين واللصوص.

ويأتي هذا الاقتتال بعد يوم من اندلاع اشتباكات بين مسلحي فصيل ‘‘شهداء البدر’’ الذين يسيطرون على الريف الغربي لمدينة سري كانيه، بسبب خلافات على أموال التهريب.

تضيق الحريات

وفي ظل حالة الفلتان الأمني، تستمر فصائل المعارضة الموالية لأنقرة في انتهاكاتها بتضيق الحريات على السكان الأصليين لمدينة سري كانيه المتبقين في المنطقة.

ومطلع الأسبوع الجاري، ذكرت لجنة مهجري سري كانيه على صفحتها الرسمية على “الفيس بوك”، أن مصادر عدة من داخل المدينة لم يتمكنوا من زيارة قبور موتاهم وإقامة الشعائر الدينية، وذلك خوفاً من التعرض للسلب والسطو على منازلهم.

ووفق اللجنة، أن بعض الإفادات التي حصلوا عليها، ذكرت بأن قسم من السكان عبروا عن احتجاجهم العلني بعدم زيارة القبور بسبب الفلتان الأمني والانتهاكات المستمر يومياً بحق السكان الأصليين.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: عدنان حمو