تراجع الحركة التجارية في منبج وهجرة تُجّار وصناعيين لمناطق أخرى
منبج – نورث برس
يفكر حمدان العيسى (45 عاماً)، وهو تاجر قطع سيارات في منبج، شمالي سوريا، في بيع بضاعة محله ونقل الأدوات إلى مكانٍ آخر خارج المدينة يكون “أكثر اماناً”، خوفاً من خسارتها بشكلٍ كامل في حال نفّذت تركيا عمليتها العسكرية في المنطقة.
ويقول التاجر، إنه عقب التهديدات التركية الأخيرة، أصبحت تراوده فكرة الخروج والحفاظ على مصدر رزق عائلته من “السرقة والنهب”.

ويتخوّف تجّارٌ في مدينة منبج، من الهجوم التركي المحتمل وخسارة مصادر رزقهم وأموالهم المتواجدة داخل محالهم التجارية، إضافة لحالات النزوح والتهجير التي قد يتعرض لها سكان المدينة وخاصة بعد تداول بعض وسائل الإعلام موعد العملية بعد عيد الأضحى.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد حدّد سابقاً مدينتي تل رفعت ومنبج هدفاً لعمليته العسكرية.
وبحسب إحصائية رسمية مسجلة لدى غرفة التجارة في منبج، بلغ عدد التجّار في المدينة 375 تاجراً، مُسجّلين ضمن تجّار مواد غذائية ومحاصيل زراعية ومواد بناء.
من بينهم نحو 140 تاجر سيارات وقطع تبديل، 25 تاجراً منهم أغلق محلّه واضطّر لترحيل بضاعته خارج المدينة بعد التهديدات التركية، بحسب أصحاب محالٍّ تجارية.
وفي محله الخاص ببيع وتصنيع الآلات الزراعية في منبج، يشتكي خليل بكي (39 عاماً)، من تراجع حركة شراء المستلزمات الزراعية من قبل المزارعين في المنطقة.
ويقول، إنه منذ إطلاق تركيا لتهديداتها، يتخوّف كما باقي التُجّار والصناعيين من شراء موادٍ بمبالغٍ باهظة وخسارتها في حال بدأت العملية العسكرية.
حال محمد العبد الله (34 عاماً)، تاجر قطع غيار سيارات في منبج، لا يختلف كثيراً عن سابقيه، فتراجع حركة العمل لديه؛ يدفعه هو الآخر بالتفكير لنقل معدّاته خارج المدينة.
ويقول، إن التهديدات التركية تُقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، وتدفعهم لهجرة المنطقة الصناعية في منبج؛ التي شهدت تطوّراً ملحوظاً في المنشآت الصناعية والحركة التجارية خلال السنوات التي تلت طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من المدينة.
وأمام هذا الحال، يناشد خالد العلي (38 عاماً)، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في منبج، الدول الضامنة لوقف إطلاق النار والدول الفاعلة في الملف السوري، بإيقاف التهديدات التركية على المنطقة وتجنيب السكان مزيداً من القتل والدمار والنزوح.