إدلب – NPA
أنشأ الأهالي النازحون من قرية أم النير الواقعة في جبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي مخيماً للسكان الذين نزحوا، نتيجة اشتداد القصف الجوي والبري الحكومي على قريتهم، والذي تسبب بتدمير منازل وممتلكات وبنى تحتية في القرية.
سكان القرية اجتمعوا في مكان واحد عقب تفرقهم في مناطق مختلفة من شمال محافظة إدلب، وأكد نازحون منها أن تعرض عدد منهم لحوادث صحية بخاصة ما يتعلق منها بلدغات أفاعي أو لسعات العقارب، دفعهم لتجميع سكان القرية النازحين في مكان واحد.
عبد المنعم المحمد القائم على إدارة المخيم أكد لـ"نورث برس" أن الضغط العسكري في الفترة الأخيرة من قبل قوات الحكومة السورية، دفعهم لترك قراهم وبلداتهم وقاموا بـ"استئجار أرض زراعية في بلدة كفر ناصح قرب مدينة إدلب بمبلغ 400 دولار أمريكي".
فيما يعاني مخيّم أم النير من نقص في التجهيزات اللوجستية، ليدفع بمعظم العوائل المقيمة فيه، إلى السكن بشكل جماعي ضمن عدد محدود من الخيم.
وأوضح مدير المخيم حول ذلك أن سكان المخيم بحاجة لـ"العديد من التجهيزات الأولية من مياه الشرب وفرش أرض المخيم قبل فصل الشتاء، عوضاً عن تجهيز المخيم بدورات المياه الصحية" مشيراً لحاجة المخيم إلى "حل مشكلة وجود ثلاث أو أربع عوائل سوية في نفس الخيمة، إضافة إلى أن بعضهم استخدم الأغطية البالية لإقامة خيمتهم".
وتابع حول المشاكل الصحية التي تنتشر في المخيم، مع وجود معاناة من بعض السكان من أمراض مزمنة وأخرى مستعصية تحتاج لعناية طبية وصحية مستمرة إذ قال المحمد: "يوجد لدينا حالات مرضية من إعاقة صحية وأمراض قلب وعصبية عوضاً عن حالات الصم ووجود أطفال يحتاجون للعناية الطبية المستمرة".
في حين تحدث ناجي المحمد وهو من قاطني المخيم، عن سوء وتردي الوضع داخل المخيم وعن ضعف الإمكانيات المقدمة فيه، مبيناً وضعه بقوله "أقطن في خيمة تضم أربع عائلات من أهلي، حيث قمنا بحياكة مجموعة من الأغطية البالية وقمنا بشراء البعض الآخر بأسعار زهيدة".
وأضاف ناجي: "نقلنا بعض المعدات التي كنا نضعها على محيط منازلنا من سور حديدي على محيط الخيمة، وقمنا باستعارة الأعمدة الحديدية داخل الخيمة من أحد أصدقائي في جبل الزاوية لكي تأوينا من حر الصيف".
وتابع بأسى "أعدت الأعمدة لصديقي الذي أعارني إياها، بعد استهداف منزله بغارة جوية وخروجه باتجاه الشمال السوري والعمل على بناء خيمة لعائلته هناك"، مشدداً على أن "استمرار الحملة العسكرية يضعهم أمام المزيد من المعوقات".
وأشار إلى تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في ظل عدم وجود عمل من جهة، وكثرة الضغط المادي من جهة أخرى، مضيفاً: "أعيل عائلة أختي التي فقدت زوجها جراء غارة جوية وهي تقطن معي بنفس الخيمة".
سكان مجتمعون من المخيم أجمعوا على أن ما تحدث عنه مدير المخيم وأحد القاطنين، لا تعد إلا جزءاً بسيطاً من معاناة أهالي المخيم الذين عجزوا عن وصف معاناتهم خاصة، مع انعدام وجود خدمات هي الأكثر ضرورة.