كوباني- فتاح عيسى/جهاد نبو NPA
يعتبر مشروع بيت المونة “فينا جن” أحد المشاريع الاقتصادية المهمة التي تساعد النساء العاملات في المشروع بشكل خاص، والنساء الموظفات في مدينة كوباني/عين العرب، شمال سوريا، بشكل عام لتمكينهم من الناحية الاقتصادية.
ويؤمن المشروع فرص عمل لعدد من النساء اللاتي ليس لديهن شهادات جامعية ولا يعرفن القراءة والكتابة، إضافة إلى أنه يساعد النساء الموظفات اللاتي يعملن في المؤسسات والمنظمات على تأمين مونة البيت، بجودة وسعر مناسبين.
وتقول المشرفة على مشروع “فينا جن” جميلة فارس (38 عام)، لوكالة “نورث برس” أن العمل في تجهيز المونة هذا العام بدأ بداية الشهر الحالي(حزيران/يونيو) ويستمر لستة أشهر، حيث يتم تجهيز مونة المنزل من الخضار المجففة والمربيات ودبس البندورة ودبس الفليفلة وورق عنب والمحاشي، وذلك حسب توفر هذه المنتجات في السوق أو بحسب موسمها.

الهدف
مشروع بيت المونة “فينا جن”، بدأت به هيئة المرأة التابعة للإدارة الذاتية في كوباني قبل ثلاثة أعوام، ثم استكملته لجنة المرأة التابعة لمدينة كوباني في العام الماضي، حيث يعمل المشروع برأس مال يبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية.
وتضيف فارس أن هدف المشروع هو تمكين، ودعم بعض النساء اقتصادياً، مشيرة إلى أن عشرة نساء يستفدن من المشروع بشكل مباشر لمدة ستة أشهر وأغلبهن من كبار السن، من النساء الفقيرات “المحتاجات” للعمل، حيث يتقاضين راتب يتراوح بين /35/ ألف و/45/ ألف ليرة سورية شهرياً (بين 60 و75 دولار أمريكي شهرياً).
وتوضح فارس أن لجنة المرأة تقوم بالتنسيق مع أحد تجار الخضروات في سوق الهال بالمدينة للحصول على أفضل أنواع الخضار بشكل يومي، حيث يتم حالياً تجفيف الكوسا وصنع المحاشي وأوراق العنب، كما يتم شراء أكياس وأوعية لحفظ المنتجات بشكل صحي.
آلية العمل
وتعمل النساء بمعدل سبع ساعات يومياً في المعمل الذي يقع جنوب المدينة، حيث تبدأ النساء بعملهن في الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة مساء، يتخللها فترة استراحة.
وتقول المستفيدة من المشروع فاطمة أحمد شيخ (50 عام) من أهالي مدينة كوباني: “نحن نعمل في هذا المشروع ونقوم بصنع المحاشي حالياً، وأثناء موسم البندورة نصنع دبس البندورة، وأوراق العنب، والمربيات والمكدوس، والبهارات ودبس الفليلفة، والملوخية، وكل الخضار المجففة، ونتقاضى راتباً جيداً لمدة ستة أشهر، نساعد فيه عائلتنا”.

وتضيف أحمد شيخ أن عملهن لا يعتبر متعباً، وبما أنهن لا يعرفن القراءة والكتابة فالعمل مناسب لهن، كما أن هناك أريحية في العمل داخل المعمل، حيث تعمل النساء كعائلة واحدة، وتتقاسم العمل بالتساوي.
من المنتج للمستهلك
ويتم بيع منتجات “بيت المونة” مباشرة للزبائن في محل خاص يقع في شارع التلل وسط المدينة، وذلك بأسعار التكلفة كي تستفيد منها النساء العاملات، إضافة إلى النساء الموظفات اللاتي لا تستطعن تجهيز مونة المنزل بسبب أشغالهم ووظائفهم، وذلك يعود بالفائدة للعاملات والموظفات في آن واحد.
بدورها تقوم حليمة درويش(55 عام) ببيع المنتجات للزبائن بعد إحضارها إلى المحل في شارع التلل من قبل لجنة المرأة، وتقول درويش: “في المعمل يصنعون المونة ثم يتم إحضارها إلى المحل، وأنا أقوم بوضعها في أكياس وبيعها للأهالي حسب الكميات التي يطلبونها”.

وتؤكد درويش أن المواطنين وخاصة النساء، يشترون من المحل بكثرة، نظراً لجودة المنتجات التي يتم إعدادها بشكل يدوي والتي تعتبر أفضل من المنتجات التي يتم تجهيزها في المصانع والمعامل الأخرى، إضافة إلى أن أغلب النساء موظفات وليس لديهن وقت كافي لعمل المونة، كما أن الأسعار تعتبر جيدة، مشيرة إلى أن المحل يتم افتتاحه من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة مساء.
الكل مستفيد
من جهتها توضح الموظفة ليلى رومي (31 عام)، إحدى النساء اللاتي تعتمدن على معمل “فينا جن” لتأمين احتياجاتها من المونة، أنها ككل النساء الموظفات في كوباني، لا تملك الوقت الكافي كي تقوم بتجهيز المونة في البيت، وبالتالي تعتمد على هذا المحل الذي يساعد الكثير من النساء العاملات في هذه المهمة، مشيرة إلى أن كافة أنواع المونة تقريباً تتواجد في المحل.

وتضيف رومي أن نوعية وجودة المونة في المحل تعتبر جيدة جداً كونه يتم تجهيزها بشكل يدوي من قبل النساء وليس في المصانع، فجودتها مميزة بسبب الاعتناء بالمنتجات من قبل النساء العاملات، والإشراف على نظافتها، كما أن الأسعار تعتبر مقبولة إذا ما تم مقارنة سعر الشراء تلك المواد وأجرة العمال فيها.
وتطالب رومي أن يتم تحضير مونة الجبنة والمكدوس في المعمل أيضاً، وهي المنتجات التي لا تتوفر حالياً في المعمل، وتعتبر هذه الأنواع من المونة مهمة جداً لكل منزل، ناهيك عن الجهد والوقت الذي تحتاجه النساء وخاصة الموظفات لإعدادها في المنزل.
يذكر أن مدينة كوباني كغيرها من مدن الشمال السوري، ترتفع فيها نسبة النساء العاملات بشكل كبير، لاسيما في السنوات الأخيرة لهجرة العديد من شبابها لخارج البلاد.