قرار تركي يبدد آمال سوريين بلقاء أقاربهم في عيد الأضحى
إدلب – نورث برس
غادر الأربعيني أدهم اليوسف منتصف 2020 وهو من نازحي ريف إدلب الجنوبي، ومن تجمع مخيمات الكرامة قرب بلدة أطمة شمال إدلب، إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية باحثاً عن عملاً لعله يؤمن له حياة أفضل.
وبسبب إلغاء السلطات التركية إجازات العيد إلى سوريا، لم يتمكن من رؤية عائلته وأطفاله الخمسة، الذين تركهم في المخيم منذ ذاك الوقت.
وفي العام 2020 منعت السلطات التركية اللاجئين السوريين الذين يقيمون في أراضيها من العودة إلى الأراضي التركية لقضاء إجازة عيدي الفطر والأضحى بسبب ما قالت لمنع انتشار فيروس كورونا.
فيما فتحت السلطات التركية المجال أمام الزيارات ولكن بشكل محدود عام 2021 ، ولم يتمكن إلا جزء من السوريين من الحصول على إذن العودة إلى سوريا بشكل مؤقت، لتعاود وتلغيها بشكلٍ كامل هذا العام.
إلغاء إجازة العيد خيب آمالهم
ويقول “أدهم اليوسف” (42 عاماً) الذي يقيم اليوم في مدينة مرسين جنوبي تركيا، لنورث برس، أنه كان “ينوي رؤية عائلته وأطفاله وقضاء إجازة العيد معهم بعد نحو ثلاث سنوات، ولكن الأمور لم تسر كما كان خطط لها”.
ويضيف “كنت انتظر إجازة العيد بفارغ الصبر هذا العام، لتفاجئنا السلطات التركية بإلغائها، وهو ما جعلني أفقد الأمل وأتابع عملي”.
ويستطيع ” اليوسف زيارة عائلته في حالة واحدة وهو التوقيع على أوراق العودة الطوعية، ولكن “في هذه الحالة لن أتمكن من العودة مجدداً إلى تركيا، وسيبقى أطفالي دون أي مورد للعيش”.
وترحل السلطات التركية العديد من السوريين في الفترة الأخيرة، ومطلع الشهر الجاري أعلنت الداخلية التركية ترحيل نحو 50 ألف سوري منذ بداية العام الجاري.
وفي الجانب الآخر من الحدود، تجلس الثلاثينية دعاء النجم مع خمسة من أطفالها داخل خيمة صغيرة، بمخيم الأمل قرب بلدة أطمة ، تنتظر عودة زوجها وولدها البكر.
وبعد القرارات التركية بخصوص إجازة العيد، يبدو أن “الانتظار سيكون طويلاً” تقول النازحة متنهدة.
وتضيف “النجم” (37 عاماً) وهي من نازحي مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، لنورث برس، إن زوجها وولدها ذو ( 18 عاماً )، ذهبوا إلى تركيا قبل نحو عامين بهدف العمل وتركوها مع أطفالها الأربعة في المخيم”.
وتشير السيدة إلى أنها لم “تتمكن من رؤيتهم منذ ذلك الوقت بسبب توقف الإجازات، وهذا “ما دفعها لمحاولة دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، كما أن المهربين باتوا مؤخراً يرفضون إدخالها بسبب أطفالها الصغار”.
عودة دون رجعة
ولم يستطع سعيد الناصر (38 عاماً) الذي ينحدر من مدينة بنش شرقي إدلب، ويقيم اليوم في مدينة اسطنبول التركية، إخفاء خيبته وقد حرم هذا العيد أيضاً من رؤية أطفاله و زوجته”.
ويقول إنه لن يتمكن من رؤية عائلته و ذويه إلا في حالة واحدة وهي تسليم بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” للجندرمة التركية والتي ستقوم بدورها بترحيله إلى الأراضي السورية على أنه عاد بشكلٍ طوعي، بحسب قوله.
و يضيف الرجل لنورث برس، “بهذه الحالة لن أتمكن من العودة لتركيا”.
وفي حال رغب بالعودة عليه دفع مبلغ يتجاوز الألفي دولار أميركي وذلك عن طريق التهريب” بحسب “الناصر” ناهيك عن أنه سيكون معرضاً للترحيل في أي لحظة نظراً لعدم امتلاكه بطاقة ” الكيملك” الخاصة به، بحسب ” الناصر”.
وهو اليوم أمام خيارين أحلاهما أمر من الأخر، أما البقاء في تركيا بعيداً عن عائلته أو العودة بعد تسليم بطاقة “الحماية” والبقاء في إدلب دون عمل يمكنه من تأمين قوت أطفاله”.
ويقول “الناصر”، إن ” ذهابه لتركيا أواخر 2019، كان بغرض العمل لإعالة أسرته المؤلفة من سبعة أفراد، على أمل أن يعود في كل عيد، لكن إلغاء إجازات عيدي الفطر والأضحى، جعله بعيداً عنهم لثلاث سنوات”.
حتى أنه حرم من ” حضور جنازة والدته التي توفيت العام الفائت” يضيف ” الناصر”.