عيد الأضحى.. يحرك مواجع مسنة تعيل خمسة أطفال قتل “داعش” أباءهم

منبج – نورث برس 

مع اقتراب كل عيد، يعتصر الألم قلب زكية العبد (60 عاماً) من سكان قرية مشرفة البوير شمالي منبج، شمالي سوريا، بسبب رؤية أحفادها دون ملابس للعيد وغياب البهجة داخلهم، في ظل عجزها عن تقديم أي شيء يسعدهم في العيد.

وتُعيل الستينية بعد مقتل زوجها وأبناءها، على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، طفلتين بعمر الست سنوات، إضافة لخمسة أبناء من زوجها أكبرهم لم يتجاوز عمره الـ 12عاماً، “يعيشون ظروفاً مأساوية، لا يعلم بها إلا الله”، بحسب وصفها.

تقول لنورث برس: “مع اقتراب كل عيد لا يسعنا إلا البكاء بحرقة، لا يوجد لدينا معيل. من حق هؤلاء الأطفال الفرح بثياب العيد وتناول الحلوى وعيش لحظات الفرح التي ترتسم على وجوه بقية أقرانهم من الأطفال”.

وتتساءل المسنة، وهي تقلب كفيها، في إشارة إلى عجزها عن القيام بأي شيء يدخل الفرحة على الأطفال، “ما ذنبهم أن يحرموا من أبسط حقوقهم”.

ومضى على حادث مقتل زوج وأبناء “العبد” ست سنوات، وكان سبب قتلهم على يد عناصر “داعش” هو تشبثهم بمنزلهم ورفضهم النزوح إلى مناطق أخرى، خلال الحرب على منبج لطرد تنظيم “داعش” عام 2016.

السنين والمآسي أجهدت المسنة، وزادها عجزها وحال الأطفال الذين تحاول إعالتهم، بعد أن فقدوا معيل العائلة، وتتضاعف معاناة “العبد”، مع اقتراب كل عيد، “خاصة عند رؤية الأطفال بدون ملابس تشعرهم بطفولتهم بعد انطفاء نورها بموت أباءهم”.

ولايزال مشهد القتل حاضراً في ذاكرتها، تملأ الدموع عينيها، ويعتصر قلبها الألم والحزن، “فقدت من كان يعيلني، وأصبحت العائلة تعيش على بعض الصدقات من سكان المنطقة القريبين منا”، بحسب قولها.

ولا تستطيع الستينية محو مشهد قتل أبناءها من ذاكرتها، واصفة الأمر “أحمد الله أنني لم أصب بالجنون وأفقد رشدي، كيف لعقل بشري أن يتحمل ما شاهدته، ربما هي حكمة من الله لأبقى واعتني بأطفال أبنائي”.

وتشير المسنة إلى أن المنظمات الإنسانية “لا تأبه لحالهم”، وتتساءل: “لماذا نحن من المنسيين، ولا أحد يأبه لحالنا”.

وتحمل “العبد” المنظمات الإنسانية المعنية بشؤون متضرري الحرب، البحث عن المحتاجين أمثالها وتقديم الدعم لهم، كون العائلات التي فقدت معيلها بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: عمار حيدر