القامشلي .. طوابير سيارات تقف أمام محطات الوقود والأزمة تتفاقم
القامشلي – نورث برس
تقف طوابير من السيارات، أمام محطات الوقود في مدينة القامشلي، الخميس، ليحصل أصحابها على لترات من الوقود، إذ أن أصحاب المحطات يتذرعون بعدم توفر الكميات الكافية، الأمر الذي أحدث أزمة كبيرة تفاقمت حدتها منذ حوالي ثلاث أشهر.
وينتظر محمد جمعة (38 عاماً)، أحد الحدادين في القامشلي، منذ الساعة الثالثة فجراً حتى الظهيرة، ليتمكن من الحصول على بضع لترات من مادة المازوت من كازية الفلاحين في المدينة، ويضطر لعدم الذهاب إلى عمله في الأيام التي يخصصها للحصول على المازوت.
ويشتكي “جمعة”، لنورث برس، “من وقوف السيارات، في طوابير، لأكثر من أربع أو خمس ساعات”، إذ أن هذه الحالة أصبحت روتينية، بالنسبة لسائقي السيارات في المدينة.
ويعتمد الحداد في عمله على نقل ما يحتاج إليه بسيارته “كيا _4000″، وفي حال لم يتمكن من الحصول على المازوت في وقت مبكر فهو غير قادر على العمل، طوال النهار، لذا يرجو من المعنين بالأمر حل الأزمة، وفق ما أفاد.
وبين طابور السيارات التي تنتظر، يجلس رجل ( 60عاماً)، في سيارته آخر الصف، وهو يتمتم بغضب وحنقة، بأن “عامل الكازية سيتوقف عن العمل في الساعة الواحدة ظهراً، وقد لا يأتيه الدور ليحصل على المازوت”.
ويقول الرّجل، الذي رفض التصريح عن اسمه، إنّ سيارته عبارة عن “يده وقدمه”، لذا قدم طلباً منذ أربع أشهر، للحصول على بطاقة سائق للتزود بمادة المازوت، وما زال “ينتظر الرد”.
ولم تتوقف المشكلة عند مادة المازوت، بل تفاقمت الأزمة لتصل إلى البنزين، إذ يضطر سائقي سيارات الأجرة، على إيقاف سياراتهم ليلاً أمام محطات المحروقات لحجز دور للتعبئة في اليوم التالي، ويبلغ سعر لتر البنزين الممتاز 3160 ليرة سورية، وذو الجودة المتوسطة حوالي 710 ليرة سورية.
ومن جانبه، يرى لقمان يوسف، أحد سكان مدينة القامشلي، أن المشهد “يعبر عن نفسه”، في إشارة إلى عشرات السيارات التي تنتظر دورها للحصول على المازوت أمام الكازيات.
ويعتبر “يوسف” أنّ أزمة المازوت في الفترة الحالية “مفتعلة، فلو زودوا جميع المحطات بالمادة، لن يكون هناك أزمة في الأساس”.
ومن جانب آخر، يقول إسماعيل شكري فرحو، الإداري في كازية الفلاحين، إنّ سبب الأزمة هو “الكمية المُخصصة لهم من المازوت، التي تتراوح بين 38 و40 ألف لتر، 3 مرات في الأسبوع”.
ويشير “فرحو” إلى أن الحل بأن “يفعل دور الكازيات الأخرى للتعبئة، الأمر الذي من شأنه تخفيف الأزمة”.
وتبيع بعض محطات الوقود، مادة المازوت بسعر 1200 ليرة سورية، لليتر الواحد، دون أي تعميم من الإدارة العامة للمحروقات، أمثال كازية ميديا في حي قدور بك بالقامشلي، وفق عدد من سائقي السيارات في تلك المنطقة.
واعتذرت إدارة المحروقات في إقليم الجزيرة، عن الإدلاء بأي تصريح حول هذه المشكلة، ورفضت الحديث إلى وسائل الإعلام عنها، بذريعة بانشغالها في الوقت الحالي.