الحسكة – دلسوز يوسف – NPA
تحت شعار "الثقافة صوت الماضي وصدى الحاضر" نظمت لجنة الثقافة والفن في مقاطعة الحسكة أول معرض للأزياء الفلكلورية وتراث شعوب شمال سوريا بهدف الترويج ونشر ثقافة ارتداء الازياء التقليدية الذي لم يكن من الممكن رؤيتها علناً في المناطق ذات الغالبية الكردية بشمالي سوريا قبل الأزمة السورية، بسبب قيود فرضتها الحكومة السورية على مكونات المنطقة.
وتقول عفاف حسكي وهي إدارية في مركز للثقافة والفن بمدينة الحسكة، أن هذا المعرض هو الأول على مستوى المنطقة للأزياء الفلكلورية لشعوب المنطقة من "الكرد، العرب، السريان والشركس".
وتضيف "سابقاً لم يكن بوسعنا ارتداء أزياءنا الكردية، وخلال الأزمة حاول الاعداء طمس هويتنا وثقافتنا، لذا نحاول إظهار للعالم أجمع بأننا متمسكون بثقافة الاباء والاجداد".
وتميز المعرض الذي افتتح أبوابه في صالة "أرض الاحلام" بمدينة الحسكة بشمالي سوريا، اليوم الأحد، باحتوائه على أزياء بالألوان الزاهية للرجال والنساء والاطفال، وسط أقبال ملفت للسكان المحليين لارتياده وهم يرتدون أزياءهم التقليدية.
وتعبر حسكي التي كانت مرتدية زياً مزركشاً من التراث الكردي، عن سعادتها بحضور السكان وهم مرتدين أزياءهم الفلكلورية، وتتابع قائلة "مثلما انتصرنا في المجالين السياسي والعسكري سنسعى إلى الانتصار ثقافياً وسنمضي قدماً لأحياء تراثنا يوماً بعد يوم".
وكان للأزياء الكردية الحضور الابرز في المعرض، وبالأخص الأزياء التقليدية للنسوة الكرد المؤلفة من ثوب طويل وأكمام طويلة، المطرزة من أقمشة شفافة وخيوط حريرية ناعمة الملمس فضلاً عن أغطية للرأس بالألوان الأبيض، والأسود، والأصفر، يتدلى منها ما يُشبه القطع النقدية الذهبية اللون، إلى جانب أزياء سريانية وعربية المؤلفة من الكلابية ومحرم موضوع على الرأس.
وحول التراث الفلكلوري، يقول صالح حيدو وهو شاعر وباحث في الادب الكردي، أن "الفلكلور يندرج في اطار التراث الغير مكتوب، وتم صياغته بحسب الانظمة المهيمنة".
ويشير إلى أن مع تطور الزمن باتجاه العولمة فأن الثقافة تندثر رويداً رويداً، ويتابع بالقول "هدفنا من هذه المعارض أن يتأثر الجيل الجديد وأن يحافظوا على التراث، وأن نكون فخورين بأزيائنا بين العالم أجمع كون الازياء تعبر عن هوية الفرد كما اللغة، وبلا شك هذه المعارض ضرورية جداً ليتعرف الجيل الجديد أكثر على تاريخه وتقاليده".
مقتنيات تراثية
وفي القسم الآخر من المعرض، تم عرض الكثير من الادوات التراثية القديمة التي دأب أصحابها في الاحتفاظ بها والتي حصلوا عليها عن أباءهم وأجدادهم وباتت مندثرة في يومنا الحالي، مثل "الفخار، الاواني القديمة، ركوات قهوة وفناجين، صحون.. ألخ".
أحد مقتني هذه الادوات والذي شارك في المعرض بأدواته التراثية، حمزة محمد علي، يقول "شاركت في المعرض لعرض تراثنا الذي بات منسياً في يومنا الراهن، لقد افتتحت محلاً وأعرض فيها جميع مقتنياتي التراثية وهدفنا من هذه الفعاليات إظهار تراثنا بشكل أكبر".
بدوره يقول الطفل محمد، أحد أبناء حمزة الذي شارك مع أبيه في المعرض وهو يرتدي زياً كردياً، بأنه يحب الازياء الكردية كثيراً ويؤكد بأنه سيتابع مسيرة أبيه في الحفاظ على التراث الكردي مستقبلاً.
بدورها تقول الشابة ريما سليمان من مدينة سري كانيه/ رأس العين، والتي زارت المعرض برفقة صديقاتها، تقول "سعيدة جداً بهذه الخطوة التي يمكن إعادة ثقافتنا التي تعرضت للانصهار طوال السنوات الماضية".
وحول مدى قدرة هذه الفعاليات في توجيه الفئة الشابة لارتداء الازياء التقليدية في ظل انتشار ازياء الموضة، تجيب سليمان "حقيقةً الازياء الكردية بات للمناسبات القومية فقط".
ويشار إلى أن المعرض سيستمر لمدة ثلاثة ايام، سيتم خلالها تنظيم عدة فعاليات من خلال ألقاء محاضرات وتقديم عروض فنية.
وبحسب هيئة الثقافة والفن في الادارة الذاتية الديمقراطية بشمالي سوريا، سينظمون افتتاح معرض للأزياء الفلكلورية سنوياً.