فقر الحال يجبر عائلتين نازحتين بريف الرقة على التشارك في خيمة واحدة

الرقة – نورث برس

تعيش عائلة فواز الدغيمي (49 عاماً) وعائلة شقيقه بذات الخيمة منذ أكثر من شهر، وهم مضطرون على ذلك طالما أنهم لا يستطيعون ترميم خيمة شقيقه أو شراء واحدة أخرى أو تجهيزها، بسبب ضيق الحال الذي يعيشونه.

هذا حال العائلتين منذ مطلع حزيران/ يونيو الماضي، حينها لم يستطع “الدغيمي” أن ينسى نوبة البكاء التي أصابت أطفال شقيقه مع والدتهم على أطراف خيمتهم التي مزقتها عاصفة هوائية، كانت قد أصابت الرقة وأريافها، شمالي سوريا.

اصطحب الرجل الأربعينيي، وهو نازحٌ من ريف حمص، ويعيش في مخيم الظاهر بريف الرقة الجنوبي، أطفال شقيقه الثلاثة، أكبرهم سناً عمره خمسة أعوام، مع والدتهم باتجاه خيمته، ليمكثوا فيها إلى حين هدوء العاصفة وتمكن العائلة من إعادة نصب الخيمة.

وتبدو علامات البؤس وضيق الحال واضحةً على وجوه القاطنين في المخيم، لا سيما عائلة “الدغيمي” التي تأثرت بشكل مريع بسبب الوضع الذي آلت إليه أحوالها بعد العاصفة.

ووفقاً لما يرويه النازح لنورث برس، فإن شقيقه لم يستطع إعادة نصب الخيمة لأنها مُزقت بشكلٍ شبه كامل، وتحطمت أعمدتها الخشبية التي كانت تتكأ عليها، وتحولت إلى بقايا خيمة.
يقول “الدغيمي” وهو أبٌ لسبعة أبناء أكبرهم بنت بعمر الـ 20 عاماً، إن الأسرتين تتدبران أمورهما خلال الوقت الحالي بـ”المبيت ليلاً خارج الخيمة، على اعتبار أننا في فصل الصيف والطقس يساعد على ذلك، لكن الأمر يبدو صعباً إن استمر إلى فصل الشتاء”.

وفي المخيم الآنف الذكر، كما جميع المخيمات العشوائية في الرقة، تعيش معظم العائلات النازحة وضعاً صعباً، بسبب المساعدات الإنسانية “الشحيحة جداً” وبـ”الكاد تصلهم خلال فترات زمنية طويلة، قد تبلغ أحياناً سنة كاملة رغم تمزق خيمهم”.

ضيق الحال، أجبر النازحين على إرسال أطفالهم للعمل، كما أن معظم النازحين يعملون بالحقول الزراعية المجاورة لخيمهم بأجور بالكاد تسد احتياجاتهم اليومية.

وتتشارك العائلتان في كل شيء في الوقت الحالي، بعد أن نُقلت الاحتياجات بأكملها إلى خيمة واحدة يبلغ عرضها أربعة أمتار وطولها نحو ستة أمتار بارتفاع مترين، ويسكن فيها أكثر من أربعة عشر شخصاً.

وتضم أرياف الرقة 58 مخيماً عشوائياً تتوزع على بلدات وقرى الريف، ويقطن تلك المخيمات نازحون معظمهم من مناطق سيطرة الحكومة السورية في حماة وحمص وحلب ودير الزور.

ويعيش نحو 90 ألف نازح يقسمون على 16165 عائلة معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن في تلك المخيمات، وفقاً لإحصائية رسمية لمكتب شؤون المخيمات والنازحين في مجلس الرقة المدني.

ووفقاً لتصريحات مسؤولين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فإن إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر) منذ أكثر من عامين واستمرار هذا الإغلاق، زاد الوضع المعيشي سوءاً لمئات الآلاف من النازحين في مناطق تابعة لها.

وتتكرر مناشدات مسؤولو الإدارة والنازحين كي لا يتم إقصاء المنطقة من المساعدات الأممية والتي ستكون سهلة التنفيذ في حال تم إعادة فتح المعبر.

وكانت مخيمات شمال شرقي سوريا تعتمد بالدرجة الأولى على المساعدات الواردة من معبر اليعربية, والذي يعتبر الشريان الرئيسي للمنطقة.

لكن إغلاقه تسبب بتفاقم الوضع الإنساني للمتضررين جراء الحرب، بحسب تصريح سابق لشيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية.

وتقول أسماء الدغيمي (20 عاماً)، إن النساء تجدن أنفسهن محرجات بسبب اضطرار عائلات للتشارك في الخيم بعد أن مزقت العواصف بعضها بما فيها عائلة عمها.

وترى الفتاة أن ضيق الحال سوف يزيد خلال فصل الشتاء، إن لم تحصل الأسر التي لا تملك الخيم على خيمٍ جديدة أو على الأقل تتمكن من صناعة خيمٍ بأيديها، وهو أمرٌ يبدو صعباً بسبب تردي الوضع المعيشي للأسر النازحة.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: عمار حيدر