عسكريون وسياسيون: وساطة طهران قد تُقيّد حرباً محتملة وتبيّن موقف دمشق من دول عربية

حلب – نورث برس

رأى سياسيون وعسكريون في حلب، أنَّ الوساطة الإيرانية بين دمشق وأنقرة، من شأنها إيقاف تقييد حرب محتملة تهدد بها تركيا على مناطق في الشمال السوري، كما أنها تنهي الخلاف السياسي بين الطرفين، وتبين موقف دمشق من دول عربية.

وأشاروا إلى أن الحكومة السورية تثق بالحليف الإيراني وتنسيقه “التام” لسير العلاقات التي تسعى إليها دمشق مع الدول المجاورة.

والسبت الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من العاصمة السورية دمشق، أن بلاده تعمل على إيجاد حلّ سياسي لثني تركيا عن شنّ العملية العسكرية التي تهدد بها، في شمالي سوريا.

واعتبر “الحاج رضا”، وهو قيادي في قوات الدفاع المحلي التابعة لإيران، والمتواجدة في ريف حلب الشمالي، “المساعي الإيرانية خطوة سياسية تهدف لتجنيب الشمال السوري حرباً جديدة قد تُزيد من تعقيد المشهد في سوريا”.

ولا يخفي القيادي، حقيقة التوتر والتصعيد العسكري بين إيران وتركيا، رغم تحرك طهران السياسي والدبلوماسي المنطلق من منطق التفاوض وعقد المصالحات.

واستدل على تخوفه بأن “الحشود التي أرسلتها تركيا إلى مناطق أعزاز وجنوب عفرين ومارع لا تحمل بيدها غصن زيتون لإيران”.

وأشار إلى أن هذه الحشود العسكرية “التي تتكون في معظمها من الجماعات الراديكالية المتطرفة، تترصد الفرصة للانقضاض على مناطق النفوذ الإيراني، خاصة في بلدتي نبل والزهراء”.

وقال: “لذلك نحن على أتم الجهوزية وعلى أهبة الاستعداد لردع القوات التركية والقوى المتطرفة المتحالفة معها”.

وفي الأول من الشهر الجاري، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن سلطات بلاده تعمل في مجال التحضير لعملية عسكرية في شمالي سوريا، ونوه بأن كل شيء يمكن أن يحدث فجأة. وكان حدد مدينتي تل رفعت ومنبج هدفين للعملية.

وتبعد تل رفعت عن بلدتي نبل والزهراء ذواتا الغالبية الشيعية، مسافة 10 كيلو مترات إلى الشمال، “وأي تواجد معادي على تخوم تل رفعت يعني أننا عُدنا إلى نطاق الاستهداف وقطع الطرقات”، بحسب “الحاج رضا”.

وقال نبهان الخليل، وهو اسم مستعار لعضو في أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية بحلب، إن التدخل الإيراني في إحلال السلام بين سوريا وتركيا مهم في هذه الأثناء، ومن شأنها إعادة التعامل السوري التركي إلى ما كان عليه، بما يضمن وحدة وسيادة الأراضي السورية”.

وأضاف لنورث برس، أنَّ “زيارة الوزير الإيراني الأخيرة إلى سوريا، لها وقع كبير على تراجع التهديدات للأمن الوطني السوري وضمان إعادة العلاقات التركية السورية”.

وبالتالي فإن عودة العلاقات بين الدولتين، تضمن “عودة كريمة للاجئين السوريين العالقين على الأراضي التركية مما سيضمن سلامة الأراضي السورية”.

ورأى “الخليل”، أنَّ المتبقي من المُفاوضات هو “معرفة مصير المعارضة المعتدلة، كما سمت نفسها ومسلحيها ضمن مناطق سيطرت قوات الاحتلال التركي. وستظهر على طاولة الاتفاقيات حول إحلال السلام بين تركيا وسوريا”.

وقال السياسي السوري، أن سياسة تركيا اختلفت طبيعتها عن بداية الأزمة السورية، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية.

وعاد أردوغان من السعودية، بحديث مختلف يتضمن “إنهاء الحروب في المنطقة، وهو ما جعل وزير الخارجية الإيراني عند وصوله دمشق يُصرح بأنَّ هُناك إشارة واضحة للسلام بين سوريا وتركيا في الوقت القريب بوساطة إيرانية”، بحسب السياسي.

اقتراب التفاهم بين دمشق وأنقرة، يشير، بحسب محمود أحمد، وهو اسم مستعار لعضو في أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، إلى أنّ دمشق “لا تعول على الدول العربية كونها لم تترك الأثر الطيب في بداية الأزمة السورية”.

وأعرب عن اعتقاده في أن “اجتماع القمة العربية القادم سينعقد دون توجيه دعوة لسوريا، ولذلك لا تثق دمشق في الجامعة العربية حتى تسعى للتدخل في السلام أو استعادة الدولة السورية للأراضي المحتلة”.

وأضاف: “بينما الحليف الإيراني الآن يسعى مع دول الجوار إلى كسر الحصار الذي خلفه قانون قيصر على الشعب السوري، ومن الطبيعي أن تمنح دمشق الثقة لطهران في المفاوضات مع الدول المجاورة وخاصة تركيا التي أظهرت أنَّ لها أطماعاً واضحة على الأرض السورية”.

إعداد: رافي حسن/ جورج سعادة – تحرير: سلمان الحربيّ