كوباني- نورث برس
منذ ما يقارب الشهر، يعمل أحمد الأحمد (40 عاماً)، وهو من سكان مدينة كوباني، في مهنة جديدة بعد أن اضطّر لتصريف بضاعة محله الخاص ببيع الخردوات (الصحية – الكهربائية)، تجنباً لخسارة رأس ماله.
يجد الرجل في افتتاحه لمحل الصرافة، “الحل الأنسب لبقاء رأس المال بين يديك وحمله معك في حال أردت مغادرة المدينة، لكن في حال وجود بضائع لن تقوى على نقلها إلى الخارج”.
ولجأ “الأحمد”، لذلك؛ بعد أن هددت تركيا بشن عملية عسكرية على مناطق في الشمال السوري، بسبب مخاوفه من خسارة بضاعته وكامل رأس ماله، كما حدث أثناء هجوم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، على المدينة عام 2014.
وقبل أيام، جددت أنقرة مرة أخرى تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة على الأراضي السورية، وقالت “إن العملية يمكن أن تبدأ في أي لحظة”.

ويعيش السكان في مناطق شمال شرقي سوريا، وخاصة تلك التي حددتها أنقرة هدفاً لها في عمليتها المحتملة، بقلق وخوف مما ستؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة.
وكان “الأحمد”، قد عمدَ بعد نقل الوسائل الإعلامية لتلك التهديدات لأول مرة في أيار/ مايو الماضي، لتخفيض كمية البضاعة في محله بشكل تدريجي وتزامن ذلك مع تراجع الطلب على المواد لديه، لينتهي به الأمر لإغلاق محله بشكل كامل.
وعقب التهديدات التركية، قام أصحاب محال تجارية في كوباني بتصفية بضائعهم لإغلاق المحال والبحث عن عمل بديل بحيث لا يخسرون فيه رأس المال، في حال نفّذت تركيا ما تلوح به.
ووفقاً لشهادات عدد من أصحاب المحال التجارية، فإن البعض قام بتصفية البضائع لديه، ومنهم من باع محله وترك المهنة، فيما لجأ آخرون لتغيير مهنتهم وخاصة من كان يعمل في بيع الألبسة والأدوات الكهربائية، بسبب تراجع حركة البيع والشراء بعد التهديدات.
كما توقف أصحاب المحال التجارية عن جلب بضائع جديدة، تجنباً للمجازفة بمصير أموالهم، وأغلبهم اتجه لعرض تخفيضات على البضائع للتمكن من التخلص منها وتحصيل ثمنها.
ويعمل أحمد كيكو (38 عاماً)، وهو صاحب محل ألبسة في سوق كوباني، على بيع بضاعة محله وتصفيتها، خوفاً من خسارتها في حال بدأت العملية العسكرية.
ويقول بائع الألبسة، إن هدفه من تصفية البضاعة في محله، هو أن يكون لديه رأس مال يستطيع من خلاله البدء بعمل آخر، حيث لا يحتاج إلى مواد يصعب نقلها لخارج المدينة في حال “حدث ما نخشاه”.
وأمام هذا الحال، يعرض أصحاب محال الألبسة، القطع بسعر “مُخفّض جداً” يصل لدولارين فقط، بينما كان ثمنها الحقيقي 10 دولارات.
ويشير “كيكو”، إلى التأثير السلبي الذي سببته التهديدات التركية على حركة السوق، حيث “تراجعت حركة الشراء والبيع بشكل ملحوظ وباتت حركة الأسواق شبه معدومة بالرغم من اقتراب عيد الأضحى”.