انعدام الأمان.. سمةُ الإضراب والاحتجاجات الشعبية في سري كانيه

القامشلي ـ نورث برس

تشهد مدينة سري كانيه (رأس العين)، الواقعة تحت سيطرة تركيا وفصائل مسلحة موالية لها، حالة من الهدوء الحذر، بدأت منذ يوم أمس، وذلك إثر احتجاجات استمرت ليومين عند دوار الجوزة.

الهدوء المستمر منذ أمس وما رافقه من إغلاقٍ للمحلات، جاء بعد أيام من إضراب واحتجاجات، شهدتها سري كانيه، على الوضع الأمني المترديّ، والوضع المعيشي الصعب.

ونهاية الشهر الماضي، أضرب أصحاب محلات في سري كانيه، على خلفية مقتل أحد صاغة الذهب في سري كانيه، من قبل مسلحين مجهولين.

وتجمع المحتجّون أمام خيمة العزاء الخاصة بالرجل، بعد تشييعه، ليرددوا هتافات عديدة أبرزها “نبع السلام ما في أمان”، وفق مقطع مصوّر نشره أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مقطع آخر، ظهر ابن المغدور “حمادة برهاوي”، وهو يتكلم باللغة التركية، عن الوضع الذي آل إليه حالهم، بعد مقتل والده، والأمان المنعدم في المنطقة.

وفي اليوم الثاني من الاحتجاجات، اعتقل عناصر الشرطة المدنية، خالد الضيف، أحد أصحاب المحال التّجارية في سري كانيه، بتهمة ترديد شعارات مناهضة لهم، خلال الاحتجاج الذي حدث، وفق ما تناقلته صفحات محلية.

وخلال الاحتجاجات، اعترضت دورية تركية في الشارع العام، المحتجين، الذين رشقوها بالحجارة، حسب ما ظهر في فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتزامن ذلك، مع خروج احتجاجات أخرى مماثلة في منطقة تل حلف، غربي سري كانيه، على خلفية قرار إغلاق الصيدليات، والإبقاء على عدد قليل منها، الأمر الذي دفع بما يسمى “الشرطة المدنية” لضرب المحتجين.

وفي اليوم نفسه، أطلق مسلحون من المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، النار على الطفل، حميد الخليف، حوالي (15 عاماً)، كان يبيع المثلجات بمدينة سري كانيه، شمال شرقي سوريا، لرفضه بيعهم بالمجان، وفقد الطفل حياته أمس في أحد المشافي التركية، متأثراً بإصاباته.

وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات بأن عدداً من أعضاء الطفل الحيوية غير موجودة في جسده، بعد إعادة جثمانه من المستشفى، إلا أن ذلك غير مؤكد، نظراً لصعوبة التواصل مع عائلته.

وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، شهد سوق سري كانيه إضراباً لأصحاب محال المواد الغذائية، بعد سرقة فصائل موالية لتركيا، مستودعاً بالقرب من حاجز “الشرطة المدنية”، ووُجهت أصابع الاتهام إلى أحد عناصر “فصيل الحمزة”، الذي سبق وسرق عدة محال تجارية، وفق وكالات إعلام محلية.

استياء شعبي كبير

ويعتبر سكان من سري كانيه، أنّ جرائم القتل يمكن أن تطالهم في أي لحظة، إذ أنها ازدادت بشكل كبير في الفترة الماضية، وبالأخص في ظلّ انتشار الاقتتالات الفصائلية، والتي كان آخرها أشبه بـ “حرب شوارع” بين فصيلي العكيدات (تتبع للجيش الوطني) والحمزات.

ومنذ فترة، شهدت سري كانيه، حالة من الاستياء الشعبي الكبير، ففي ظل تردي الوضع المعيشي لهم، رفع ما يسمى “المجلس المحلي” سعر ربطة الخبز إلى 3 ليرات تركية، للربطة التي تحتوي على 9 أرغفة، بعد أن كانت بليرتين تركيتين للربطة التي تحوي 16 رغيفاً.

ولا تعد هذه الاحتجاجات الشعبية والإضراب، الأولى من نوعها في سري كانيه منذ دخول تركيا إليها في 2019، ولكنها الأكثر حدة حتى الآن، فضلاً عن أن إضراب أصحاب المحال التجارية، لا يزال متواصلاً منذ حوالي أسبوع.

إعداد: دلسوز يوسف . تحرير: رهف يوسف