أربيل.. قطع المساعدات الأممية عن اللاجئين السوريين يدهور معيشتهم

أربيل – نورث برس

يشعر اللاجئون السوريون في إقليم كردستان العراق، بالقلق على مستقبلهم المعيشي بعد توقف الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، عن تقديم المساعدات المادية والغذائية لغالبيتهم.

ورغم أن الكثير من العائلات السورية اللاجئة، تعتمد على هذه المساعدات كمصدر رزق رئيسي لها، فإن توقفها، يجعل معظمهم أمام ظروف معيشية قاسية، خاصة في ظل غلاء أسعار المواد الغذائية.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، شكّل إقليم كردستان، إحدى وجهات العائلات السورية، ويوجد فيه ما يقارب 10 مخيمات خاصة للاجئين السوريين موزعة على أربع مخيمات في دهوك وخمس في أربيل وواحد في السليمانية.

ووفق آخر إحصائية للأمم المتحدة حول عدد اللاجئين، سجل نحو ربع مليون لاجئ سوري يتواجدون في إقليم كردستان العراق.

ومنذ قدوم هذه العائلات، قامت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإغاثية، بمساعدة اللاجئين السوريين على بناء هذه المخيمات، وحملت ملف التعليم والمياه والكهرباء على عاتقها، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية ومادية شهرية، ثم بدأت بسحب هذا الدعم تدريجياً.

وكانت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تقدم مساعدات غذائية شهرية للاجئين السوريين، إضافة إلى مبلغ مالي قدره 24 ألف دينار عراقي (ما يعادل 17 دولاراً أميركياً)، لكل شخص في العائلة.

لكن هذا الدعم بدأ بالتراجع تدريجياً، بل وانقطع نهائياً عن البعض، إلى أن شمل غالبية العائلات اللاجئة في إقليم كردستان، وفي مخيم “قوشتبه” جنوبي أربيل نموذجاً عن هذا التراجع.

تشتكي هند عبدالله، وهي لاجئة سورية، تقيم في مخيم “قوشتبه”، في أربيل، حرمانها من حصتها الغذائية، وتتأسف على انقطاع الدعم الأممي عنها.

وفي حديث لنورث برس، قالت “عبدالله” وهي أمٌ لثلاثة أطفال: “لقد كانت هذه المواد الغذائية التي تقدمها المنظمات الدولية تكفينا شهراً كاملاً”.

أما رقية سليمان، فهي لازالت تنعم بالمساعدات الأممية تلك، لكنها تخشى زوال هذا الدعم الشهري عن عائلتها.

وتقول “سليمان” إن زوجها وابنها مريضان، وتضيف: “نعتمد على الإعانات وهي 24 ألف دينار لكل شخص في العائلة، تم قطعها عن الكثير من العائلات داخل المخيم، وأخشى أن يقطعوها عن عائلتي أيضاً”.

وأشار محمد شريف رمضان وهو مسؤول مجلس مخيم “قوشتبه”، إلى أن “المنظمات الإغاثية بدأت منذ عدة سنوات بتخفيض الدعم للاجئين السوريين في الإقليم، إلى أن اصبح ضئيلاً جداً، وهذه الضآلة تقتصر على العائلات الأشد احتياجاً”.

ويقول “رمضان”، إن “المنظمات الدولية ترى أن اللاجئين السوريين انتقلوا من حالة الطوارئ إلى حالة الاستقرار، ولا يحتاجون المساعدة الآن، لكن الحقيقة غير ذلك”.

وأشار إلى وجود عائلات في المخيم “لا تستطيع تأمين لقمة الخبر، ويوجد مرضى وذوي احتياجات خاصة ونساء بلا معيل” .

إعداد: سهى كامل وتحرير: هوزان زبير