مزارعون بريف الرقة حرمهم انخفاض منسوب الفرات من زراعة كامل أراضيهم
الرقة – نورث برس
اضطر إسماعيل الشوبان (45 عاماً)، وهو مزارع من قرية كسرة عفنان بريف الرقة الجنوبي، شمالي سوريا، إلى للتخلي عن زراعة نحو 45 دونم من إجمالي مساحة أرضه الزراعية البالغة 60 دونم.
ويقول المزارع، إن قلة مياه الريّ في منطقته بسبب انحسار منسوب نهر الفرات دفعه هذا العام للتخلي عن زراعة كامل أرضه، خشية أن يتعرّض موسمه للجفاف بسبب عجزه عن سقاية المحصول.

ويشتكي المزارعون، في ريف الرقة الجنوبي، من الأثر البالغ الذي تركه انخفاض منسوب الفرات على أراضيهم الزراعية، واضطّرارهم إلى التخلي عن زراعتها بالكامل، والبحث عن بدائل أخرى لريّها.
وانخفض منسوب الفرات خلال العامين الماضيين إلى مستويات قياسية، بعد انخفاض كمية المياه المتدفقة من تركيا باتجاه الأراضي السورية إلى ما دون 200 متر مكعب بالثانية، وهي أقل من نصف الكمية المتفق عليها بين الحكومتين السورية والتركية عام 1987.
ويُذكر، أن الحكومتان السورية والتركية ، وقعتا اتفاقية في العام 1987 تنصُّ على التزام تركيا الدائم بضخ ماءٍ كميته 500 متر مكعب في الثانية من مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية.
وأمام هذا الحال، يلجأ “الشوبان”، كما باقي المزارعين في منطقته للريّ بواسطة محركات الديزل ومياه الآبار السطحية التي تتصف مياهها بالملوحة.
وتتسبب السقاية بهذا النوع من المياه بارتفاع نسبة التملُّح في التربة الزراعية، بالإضافة إلى تكاليف شراء المازوت التي تزيد من تكاليف الزراعة على المزارعين.
ويعتبر “الشوبان” أن اعتماد المنطقة على الزراعة ومردودها المادي يضعها أمام مخاطر اجتماعية واقتصادية كبيرة بسبب تراجع الإنتاج الزراعي واضطرار المزارعين إلى ترك أراضيهم.
وبحسب أحمد الخليل، مسؤول قسم الريّ في القرى الواقعة على ضفة النهر اليمنى بريف الرقة الجنوبي، إن الجولات الميدانية التي تجري في المنطقة أظهرت تراجع المساحات المزروعة في المناطق التي تروى بمياه نهر الفرات بنسبة تجاوزت الـ 60%.
وتعتمد تلك الأراضي بالدرجة الأولى على مياه نهر الفرات والآبار القريبة من مجرى النهر.

ويحذر “الخليل”، من مواجهة المنطقة خطر الجفاف وتأثُّر القطاع الزراعي، في حال استمرار انخفاض منسوب النهر.
وبلغ إجمالي المساحات المروية في أرياف الرقة نحو مئة ألف هكتار، وفقاً للجنة الزراعة والريّ في مجلس الرقة المدني، تُروى معظمها بمياه نهر الفرات ورافده البليخ وقنوات الريّ الصادرة عنهما.
وفي قرية كسرة الظاهر بريف الرقة الجنوبي، يملك محمود الذياب (67 عاماً) 80 دونم، زرع في أقلّ من نصف مساحتها القطن والخُضار.
ويلجأ هو الآخر إلى ريّ محاصيله بواسطة محركات الديزل ولكن ذلك “يكبّدنا الكثير من العناء والتكاليف المادية”.
ويشير “الذياب”، إلى أن الناتج المادي للموسم قلّما يعوّض المجهود المادي والجسدي الذي بذله بسبب قلة مياه الري.
وتأثرت إنتاجية الأراضي الزراعية خلال العامين الماضيين، سلباً بقلة مياه الريّ واستخدام مياه الآبار السطحية المالحة.
ويذكر المزارع الستيني، أن الدونم الواحد من القمح كان ينتج 600 إلى 700 كيلو غرام، بينما انخفض الإنتاج في الوقت الحالي إلى ما دون 300 كيلو غرام.