حفر الآبار غربي درعا جفف ينابيعاً وحمّل سكاناً تكاليف شراء المياه

درعا- نورث برس

يضطر سليم النواوي (41 عاماً)، من سكان مدينة نوى بريف درعا الغربي، منذ نحو شهر لشراء المياه بتكلفة زادت عن 250 ألف ليرة سورية، بسبب الشح الشديد في عملية الضخ من خلال شبكات المياه.

ويشتري الرجل الأربعيني الصهريج الواحد (25 برميل) بـ35 ألف ليرة سورية، وهي كمية لا تكفي عائلته المكونة من ستة أفراد لأكثر من أربعة أيام، حيث يزداد استهلاك المياه بشكل ملحوظ في الصيف.

وقبل شهر، جفت ينابيع مياه في مدينة نوى وأبرزها نبعة البجة التي تعتبر من أكبر الينابيع التي كان سكان المدينة يعتمدون عليها كمصدر رئيسي مغذي لمياه الشرب.

ويرجع سكان ومهندسون عاملون في مجال حفر الآبار السبب إلى قيام أصحاب المزارع المتواجدة بالقرب من ينابيع المياه بحفر آبار بشكل عشوائي.

وتضم المنطقة الشمالية من المدينة عدة ينابيع كانت تتزود من خلالها مرة واحدة كل ست أيام بمياه الشرب عبر ضخها إلى خزانات المياه الرئيسية في المدينة ومن ثم إلى الشبكة التي تصل إلى منازل السكان.

وأمام هذا الحال، يضطر سكان المدينة لشراء المياه عبر الصهاريج بأسعار يجدونها مرتفعة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة حيث يكون استهلاك المياه في المنازل مضاعفاً.

وبحسب “النواوي” فإن مياه الآبار التي يتم شراءها عن طريق الصهاريج تكون في الكثير من الأحيان غير صالحة للشرب، ما يتسبب في أمراض للأطفال وأبرزها حالات تسمم شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية.

ولم ينكر محمد المصري (53 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد أصحاب المزارع في نوى قيامه بحفر بئر في أرضه الزراعية القريبة من ينابيع مياه الشرب.

ويبرر ذلك بأن اعتماده على شراء المياه من الآبار الموجودة في المنطقة لري محاصيله كان يسبب له “خسائر كبيرة” في معظم المواسم، فلجأ لحفر بئر خاص به لتخفيف تكاليف الزراعة.

ولم يخفِ صاحب المزرعة أن عملية الحفر كانت بدون موافقة نظامية في ظل إيقاف مديرية الري في محافظة درعا منح الموافقات لحفر الآبار.

وتوقفت المديرية عن منح موافقاتٍ من شأنها السماح بحفر الآبار في ظل ما تشهده المحافظة من شح كبير في موارد المياه المغذية للسكان وجفاف العديد من الينابيع في ريف درعا الغربي، المغذي الرئيسي للمحافظة بمياه الشرب.

وتعتبر مشكلة شح المياه في فصل الصيف من المشاكل التي تعاني منها معظم مدن وبلدات درعا، إذ  يشتكي سكان مدينة درعا أيضاً من نقص المياه الواصلة إلى منازلهم عبر الشبكة الرئيسية.

ويرجع السبب إلى تجاوزات مزارعين على خط الضخ القادم من منطقة الأشعري في ريف درعا الغربي إلى المدينة، حيث تصل المياه إليهم مرة واحدة كل عشرة أيام، بعد أن كانت في فصل الشتاء مرة كل خمسة أيام.

ويحذر رمزي العمران (55 عاماً)، وهو اسم مستعار لمهندس في مجال حفر الآبار، من استمرار الحفر بشكل عشوائي، إذ ينذر ذلك “بكارثة قد تعيشها المنطقة في المستقبل القريب”.

وبحسب المهندس، فإن أكثر من 30 بئراً حُفرت في محيط نوى خلال السنوات الثلاث الماضية.

ويشدد “العمران” على ضرورة منع المزارعين من حفر أي بئر جديد، بالإضافة إلى وضع خطة لتشغيل الآبار التي تم حفرها مؤخراً من خلال توقيف بعضها وتشغيل أخرى لمنع تشغيلها في وقت واحد.

ومن خلال هذه الطريقة من الممكن أن تعود المياه إلى الينابيع من جديد، ووفقاً لما يشير إليه المهندس.

 إعداد: مؤيد الأشقر- تحرير: سوزدار محمد